نظم عشرات المستوطنين، اليوم الأحد، مسيرة استفزازية في مدينة اللد، دعت إليها جماعات استيطانية يمينية متطرفة، رفعوا خلالها الأعلام الإسرائيلية في أحياء المدينة، فيما تجمع المواطنون العرب في ساحة المسجد العمري الكبير في اللد، استعدادا لصد اعتداءات محتملة للمستوطنين على الوجود العربي في المدينة.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية الشوارع المؤدية إلى اللد، في محاولة لمنع الصحافيين وأهالي البلدات العربية القريبة من الوصول إلى المدينة لتغطية أحداث المسيرة الاستفزازية أو التضامن مع الأهالي فيها.
ومن المقرر أن تستمر مسيرة المستوطنين حتى تصل إلى مدينة الرملة المجاورة.
يأتي ذلك في محاولة لممارسة ضغوط على الوجود العربي في المدن التاريخية المسماة بالمدن المختلطة في الخطاب الإسرائيلي؛ وذلك في أعقاب الأحداث التي شهدتها هذه المدن خلال الهبة الشعبية الأخيرة في أيار/ مايو الماضي.
وأفاد موقع “عرب 48” بأن الشرطة الإسرائيلية دفعت بتعزيزات أمنية إلى اللد، بما في ذلك عناصر من وحدات القوات الخاصة والخيالة، ونشرت قواتها في الشوارع والأزقة، فيما تحلق مروحية تابعة لقوات الشرطة في سماء المدينة.
وتجمع شبان وناشطون من اللد في ساحة المسجد العمري الكبير، وفي أماكن متفرقة في اللد والرملة، وتحديدا في محيط دور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية، تحسبا لاعتداءات محتملة من قبل المستوطنين.
ومن أمام المسجد العمري الكبير في اللد، قال النائب سامي أبو شحادة، إن “مسيرة الأعلام الاستفزازية التي ينظمها المستوطنون في هذه الأثناء في شوارع اللد والرملة، ما هي إلا دليل دامغ على عقلية هؤلاء الأوباش الإرهابية في استهداف كل ما هو عربي وبالذات في ما يسمى بـ‘المدن المختلطة‘ ومدن الساحل الفلسطيني التاريخية المستهدفة منذ النكبة حتى اليوم”.
وأضاف أبو شحادة أن “هؤلاء الأوباش لم تشبع غريزتهم الإرهابية مما اقترفته أيديهم في أحداث أيار/ مايو الأخير من اعتداءات واستهداف للبيوت والمساجد وقتل الشهيد موسى حسونة، وما زالوا يبحثون عن المزيد من العنف والاستفزاز والكراهية”.
وشدد أبو شحادة على أن “رئيس بلدية اللد، يائير رفيفو، المُحرض والعنصري ومن يشد على أياديه في حكومة نفتالي بينيت وأوساط اليمين المتطرف، يتحملون مسؤولية كل نتائج وإسقاطات هذا الفعل الإرهابي والتحريض المستمر على القيادات المحليّة الوطنية والدينية في اللد”.
ويشارك المستوطنين في مسيرتهم، عضو الكنيست الفاشي، إيتمار بن غفير، الذي كان قد قاد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، في وقت سابق اليوم، وصرّح الكاهاني بن غفير، لهيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”)، بأنه “بعد التهديدات في القدس، حماس تهددنا اليوم في اللد والرملة، نقول لهم إننا لا نخاف من تهديداتهم، من يزعجه علم إسرائيل فليرحل من هنا”.