تعرض مشجعون لنادي “مكابي تل أبيب” الإسرائيلي للضرب في العاصمة الهولندية على هامش مباراة فريقهم ضد أياكس أمستردام في بطولة الدوري الأوروبي.
وقال ناشطون على مواقع التواصل إن الاشتباكات اندلعت بعد أن قام مشجعو النادي الإسرائيلي بتصرفات استفزازية، شملت نزع أعلام فلسطينية كانت معلقة على واجهات مبانٍ في أمستردام وتمزيقها، كما هتفوا بالموت للفلسطينيين والعرب.
ونتيجة لذلك، قام أشخاص بالهجوم على الإسرائيليين وضربهم في شوارع أمستردام، وأجبروا بعضهم على ترديد عبارة: “الحرية لفلسطين”.
وقبل انطلاق المباراة، أظهرت مقاطع مصورة أخرى استفزاز المشجعين الإسرائيليين، الجماهير الهولندية بالمدرجات، عبر رفضهم الوقوف دقيقة صمت حداداً على ضحايا فيضانات فالنسيا الإسبانية، بل أشعلوا الألعاب النارية خلال الدقيقة وبقية الجماهير صامتة.
فيما اعتبر ناشطون هذا السلوك ردا على موقف إسبانيا المعترف بدولة فلسطين والمندد بالإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة والرافض لبيع وشراء الأسلحة مع إسرائيل.
وأظهرت مشاهد أخرى مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، ترديد عبارة: “لا توجد مدرسة في غزة لأنه لم يعد هناك أطفال”، في هتافات جماهير النادي الإسرائيلي.
وقالت رئيسة بلدية أمستردام فمكه هالسما، اليوم الجمعة، إن الأجهزة التابعة لها لا تزال تعمل على تحديد النطاق الكامل لأعمال العنف التي استهدفت الإسرائيليين.
وذكرت في منشور على إنستغرام: “على الرغم من الانتشار المكثف للشرطة في المدينة، أصيب مشجعون إسرائيليون”، مضيفة أن العدد الدقيق للمصابين والمعتقلين لم يتضح بعد.
وقالت شرطة أمستردام، إنها اعتقلت 62 شخصا بعد أعمال الشغب التي أعقبت المباراة، وأفادت بنقل 5 مصابين. مضيفة أنها عثرت على أشخاص سبق أن تم الإبلاغ عن فقدهم.
وكانت رويترز نقلت عن شرطة أمستردام أنها تحقق في تقارير عن احتجاز محتمل لرهائن بعد أعمال الشغب.
من جهته، قال مكتب بنيامين نتنياهو، اليوم الجمعة، إن رئيس الوزراء أمر بإرسال طائرتي إنقاذ على الفور إلى أمستردام في أعقاب “واقعة عنيفة للغاية” استهدفت مواطنين إسرائيليين بعد مباراة كرة قدم.
وقال مكتب نتنياهو إن أمر إرسال الطائرتين جاء بعد “واقعة عنيفة للغاية” استهدفت مواطنين إسرائيليين في أعقاب المباراة التي هزم فيها أياكس أمستردام فريق مكابي تل أبيب 5-صفر. ويوصف أياكس أمستردام عادة بأنه ناد يهودي.
وقال رئيس الوزراء الهولندي ديك سخوف، إنه شعر “بالفزع” إزاء “الهجمات المعادية للسامية على مواطنين إسرائيليين”. وشدد على أن “هذا أمر غير مقبول على الإطلاق”.
وذكر في بيان على إكس، أنه أكد في اتصال هاتفي مع نتنياهو على “أنه سيتم تحديد هوية الجناة ومحاكمتهم”.
وتفاعلت وسائل الإعلام والسياسيون الإسرائيليون بصدمة مع أعمال العنف، ووصفوها بأنها من أخطر التطورات التي شوهدت منذ بدء حرب غزة قبل أكثر من عام.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت، عن مشجعين إسرائيليين قولهم إن الهجمات بدت وكأنها مخطط لها.
وكان الرئيس إسحق هرتسوغ من بين كبار السياسيين الإسرائيليين الذين قالوا إن أعمال العنف تعيد للذاكرة الهجوم الذي شنه مسلحون من حركة حماس على إسرائيل العام الماضي، وكذلك الهجمات المعادية للسامية على اليهود الأوروبيين في مذابح القرون السابقة.
وكتب في رسالة على منصة إكس: “نتابع بذعر هذا الصباح الصور ومقاطع الفيديو المروعة التي كنا نأمل منذ السابع من أكتوبر ألا نراها مرة أخرى: مذبحة معادية للسامية تجري حاليا ضد مشجعي مكابي تل أبيب والمواطنين الإسرائيليين في قلب أمستردام”.
وقال الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إنه يستعد لإرسال مهمة إنقاذ على الفور بالتنسيق مع الحكومة الهولندية بعد المباراة.
وأضاف: “سيتم نشر المهمة، التي ستشمل فرقا طبية وأخرى للإنقاذ، باستخدام طائرة شحن”.
وأفاد بحظر سفر جميع أفراد الجيش إلى هولندا حتى إشعار آخر.
وأدان السياسي الهولندي المناهض للمسلمين خيرت فيلدرز، زعيم أكبر حزب في الحكومة الهولندية، هجمات أمستردام عبر منشور على إكس. وقال: “أشعر بالخزي لإمكانية حدوث هذا في هولندا. هذا غير مقبول على الإطلاق”.
وطلب وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر من نظيره الهولندي كاسبار فيلدكامب في مكالمة هاتفية اليوم الجمعة، مساعدة الحكومة للمواطنين الإسرائيليين على الوصول بأمان إلى المطار.
في المقابل، أشادت حركة الجهاد الإسلامي بالجماهير الهولندية التي تصدت لما وصفتهم بـ “الغوغائيين” من مشجعي فريق دولة الاحتلال، الذين قالت إنهم “مارسوا بعضا من همجيتهم” من خلال الاعتداء على شعارات يرفعها أنصار فلسطين في هولندا.
وأكد الناطق باسم الحركة محمد الحاج موسى، في تصريح صحافي “إنّ ما أظهرته الكاميرات ومقاطع الفيديو المتداولة يظهر ثقافة البلطجة التي يتميز بها المستوطنون الحاملون لجنسية الكيان الغاصب وأنصارهم ومشجعوهم، والتي وصلت إلى مستوى انتهاك حريات المواطنين في بلدانهم والتعدي عليهم بالضرب والعنف”.
وأشار إلى أن ادعاء وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، بتعرض مشجعي فريقه لـ “أعمال عنف” بسبب كونهم يهوداً وإسرائيليين، هو “محض افتراء تكذبه الأدلة الدامغة، ويكشف للعالم أجمع أن معاداة السامية، ما هو إلا شعار يستخدمه الكيان للتغطية على جرائمه وجرائم مؤيديه وأتباعه”.
وأشار إلى أن “سياسات القتل وحرب الإبادة والتطهير العرقي، التي تمارسها حكومة الاحتلال هي التي كشفت للعالم حقيقة هذا الكيان المجرم، وجعلته منبوذا في بقاع الأرض”.
ووجه الناطق باسم الحركة التحية لكل الأحرار الذين تصدوا لـ “بلطجة الغاصبين، وفضحوا زيف الكيان الغاصب”.