مشروع مشروم يغير حياة شاب.. قصة كفاح من الشرقية -صور



09:07 م


السبت 16 نوفمبر 2024

الشرقية – :

نجح الشاب العشريني “عاطف الشوادفي” من أبناء محافظة الشرقية، في تحويل حلمه إلى واقع ملموس، فبإصرار وعزيمة، تمكن من إطلاق مشروع زراعة مشروم محاري ناجح، حقق أرباحًا مجزية له ولفريقه من الشباب، وكان الداعم الأول له في هذه الرحلة هو والدته التي آمنت بقدراته منذ البداية وشجعته على المضي قدمًا.

أكد عاطف الشوادفي، صاحب الـ24 عامًا، الخريج حديثًا من كلية الزراعة بجامعة الزقازيق، لـ””، أن دراسته الجامعية كانت نقطة التحول في حياته المهنية. فقد تولى خلال دراسته مسؤولية مشروع زراعة عيش الغراب، الأمر الذي مكنه من اكتساب الخبرة العملية اللازمة لإطلاق مشروعه الخاص.

وعن ذلك، يقول عاطف: “والدتي كانت الداعم الأول لي، فقد وقفت بجانبي منذ اليوم الأول، وساعدتني في كل خطوة.. وبتشتغل معايا بنفسها والحمد لله مر أكتر من سنة ونص على المشروع”.

لم يتوقف طموح عاطف الشوادفي عند هذا الحد، بل واصل تطوير مشروعه، ووفر فرص عمل لعدد من الشباب في المنطقة، وبدأ كل شيء بكيلو واحد من تقاوي المشروم المحاري، هدية من أستاذه بالجامعة الذي شجعه على هذا المشروع الفريد، مضيفا: “كان دكتوري بمثابة الأب الروحي للمشروع، ودفعه إلى النجاح كان حافزًا كبيرًا لي”.

يصف عاطف الشوادفي، بدقة متناهية، مراحل زراعة المشروم التي بدأها في منزله، موضحًا أنه قام بتجهيز الوسط الزراعي المناسب من قش أو تبن، ثم عقمها بالحرارة لضمان خلوها من أي ميكروبات، وبعد ذلك، قام بتوزيع بذور المشروم على الطبقات، ووضعها في أكياس بلاستيكية محكمة الغلق، ثم نقل الأكياس إلى غرفة مظلمة ودافئة لبدء مرحلة التحضين التي تستمر حوالي ثلاثة أسابيع، وبعد ذلك، بدأت تظهر أولى ثمار المشروم، والتي يمكن قطفها واستخدامها في الطهي.

ويشدد عاطف على سهولة بدء مشروع زراعة المشروم، مشيراً إلى أن كل ما يحتاجه المبتدئ هو بذور عالية الجودة ووسط زراعي مناسب، ويضيف: “يمكن الحصول على البذور من العديد من المصادر، وتتراوح أسعارها بين 45 و150 جنيهًا مصريًا حسب الجودة ونوع المشروم، ومع القليل من الصبر والرعاية، يمكن تحقيق أرباح مجزية من هذا المشروع”.

ورغم حداثة مشروعه، إلا أن عاطف الشوادفي حقق نجاحًا ملحوظًا في تسويق المشروم المحاري، والذي لا يزال غير معروف لدى الكثيرين، واستطاع وفريقه من الشباب، بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، الوصول إلى فئة محددة من المستهلكين الذين يقدرون قيمته الغذائية العالية، مثل المسيحيين والنباتيين، ورغم أن سعر الكيلو من المشروم يتجاوز 150 جنيهًا، إلا أن الطلب عليه يزداد بشكل مستمر.

يشير عاطف الشوادفي إلى أن تسمية المشروم المحاري جاءت من شكله الشبيه بالمحار، وهو ما يضفي عليه جاذبية خاصة، ويضيف أن هذا النوع من المشروم يتميز بقيمته الغذائية العالية، حيث يحتوي على نسبة كبيرة من البروتين والألياف والمعادن، ويمكن تخزينه لمدة تصل إلى شهر في الثلاجة، وثلاثة أشهر في الفريزر، أو ستة أشهر إذا تم تجفيفه.

يختتم عاطف الشوادفي حديثه بالتأكيد على الأهمية الاقتصادية والبيئية لزراعة المشروم المحاري، فبالإضافة إلى قيمته الغذائية العالية، يساهم المشروم في تحسين خصوبة التربة وتثبيت النيتروجين، ويشير إلى أن هذا المشروع يمثل نموذجًا للزراعة المستدامة، التي تعتمد على الموارد الطبيعية المتاحة.