كشف مصدر فلسطيني مُطلع، الثلاثاء، أن إدارة المستشفى الميداني الأمريكي، في قطاع غزة، قررت إنهاء عمله، بعد أعوام من إنشائه دون التمكن من تشغيله.
وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح خاص لوكالة الأناضول، أن الخيام والمعدات التابعة للمستشفى تم تفكيكها ونقلها إلى داخل إسرائيل عبر معبر إيرز/ بيت حانون شمالي القطاع.
وقال المصدر إن “مديرة المستشفى (لم يكشف هويتها) أبلغت الجهات المعنية في غزة، قبل أيام، بقرار تفكيك المستشفى وإنهاء عمله؛ بحجة عدم تمكنهم من تلبية المتطلبات الصحية التي تريدها تلك الجهات”.
ولفت المصدر إلى أن خلافاً بشأن طبيعة عمل المستشفى بين إدارته وبين قيادة حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بغزة، حال دون التمكن من بدء تشغيله خلال الشهور الماضية.
ولم يتسن الحصول على تعقيب من حركة حماس، على ما ذكره المصدر.
ومر أكثر من عامين ونصف على بدء إنشاء المستشفى، الذي أقيم على بعد 300 متر فقط من معبر “بيت حانون/إيرز” أقصى شمال قطاع غزة، الذي تُسيطر عليه إسرائيل.
يذكر أن المستشفى كان جزءاً من التفاهمات التي توصلت إليها كلّ من إسرائيل وحركة “حماس”، لتثبيت التهدئة نهاية عام 2018، عبر وسطاء.
وأعلنت “حماس” وقتها، أن المستشفى سيخصص لاستقبال الحالات الصعبة، كأمراض السرطان والقلب والأعصاب، والتي يتم تحويلها إلى خارج القطاع للعلاج، نظراً لضعف الإمكانات.
لكن خلافا اندلع بين “حماس”، وإدارة المستشفى، حال دون تشغيله، بعد أن أعلنت الأخيرة في 11 يناير/ كانون ثاني 2021، على صفحتها في موقع “فيس بوك”، أنها ستبدأ في استقبال المرضى في عيادة (طب الأسرة)”.
وأثار هذا حفيظة “حماس”، حيث كشف مصدر فلسطيني، لوكالة الأناضول في حينه، أن الحركة قررت عدم التعامل مع المستشفى؛ “بسبب الخدمات غير الكافية والاعتيادية التي سيقدمها، على خلاف ما تم الاتفاق عليه سابقاً، حيث أن الاتفاق كان ينص على تقديم خدمات طبية عالية المستوى.
وأضاف المصدر أن تقديم المستشفى خدمات طبية اعتيادية، وعمله “كمستوصف”، بخلاف ما تم الاتفاق عليه، دفع “حماس” إلى رفض التعامل معه؛ وبالتالي فلم يتم افتتاحه للعمل.
وأثار الشروع في إنشاء المستشفى، نهاية عام 2019، جدلاً واسعاً في الساحة السياسية الفلسطينية حول دوافعه.
وفي حينه، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية (مقرها رام الله بالضفة الغربية)، عن رفضها إقامة المستشفى.
وآنذاك، قالت وزيرة الصحة ميْ كيلة، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) “وجود المستشفى بغزة مشبوه، وله أهداف سياسية وليس أهداف علاجية”.
لكنّ حركة “حماس” أعلنت في بيان بتاريخ 25 سبتمبر/ أيلول 2019، أن “الموافقة على إنشاء المستشفى الدولي شمال قطاع غزة جاءت لخدمة شعبنا، وليس لها أي أثمان سياسية أو أمنية”.
والمستشفى الميداني مُتنقل، وقوامه من الخيام، وتُشرف عليه مؤسسة “صداقات” الأمريكية غير الحكومية.