من المقرر أن يزور الرئيس الأميركي، جو بايدن، إسرائيل والضفة الغربية المحتلة والسعودية في تموز/يوليو المقبل، وذلك في أول زيارة له إلى المنطقة منذ وصوله إلى البيت الأبيض؛ حسب ما أعلن مسؤول أميركي كبير.
وأضاف المسؤول، أن “زيارة بايدن ستبدأ من 13 على أن تنتهي في 16 تموز/يوليو”.
وأعلنت وكالة الأنباء السعودية “واس”، أن “زيارة بايدن الرسمية إلى السعودية ستكون يومي 16 و17 تموز/يوليو، على أن يلتقي خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد محمد بن سلمان، وذلك لبحث أوجه التعاون بين البلدين الصديقين ومناقشة سبل مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة والعالم”.
ووفقا للوكالة نفسها، فإن جدول الزيارة في يومها الثاني يتضمن حضور بايدن قمة مشتركة دعا إليها الملك السعودي، بمشاركة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، العاهل الأردني عبد الله الثاني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.
وخلال زيارته إلى الشرق الأوسط، سيشارك بايدن في قمة افتراضية مع قادة مجموعة ” I2-U2″ التي تضم الهند وإسرائيل والإمارات والولايات المتحدة.
وقال المسؤول الأميركي، إن القمة ستشهد “محادثات تتناول أزمة الأمن الغذائي وغيرها من مجالات التعاون عبر نصف الكرة الأرضية حيث تشكّل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل مركزين مهمين للابتكار”.
ويسعى بايدن إلى إقناع السعوديين بزيادة إنتاجهم النفطي، من أجل وقف ارتفاع أسعار المحروقات والتضخم في بلاده التي تشهد انتخابات منتصف الولاية في تشرين الثاني/نوفمبر. وتعتبر هذه الانتخابات دقيقة بالنسبة للحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه بايدن.
وسيشكّل لقاؤه مع الأمير محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، تغييرا مثيرا للجدل في سياسته الدبلوماسية بسبب الشكوك المحيطة بالأخير في قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
فقد اعتبر بايدن خلال الحملة الانتخابية التي قادته إلى الرئاسة في 2020، أن قتل الصحافي السعودي وتقطيع أطرافه في القنصلية السعودية في إسطنبول في 2018، جعل من السعودية “دولة منبوذة”.
وكان خاشقجي صحافيا معارضا يقيم في الولايات المتحدة وينشر مقالات في صحيفة “واشنطن بوست”.
واعتبر تقرير لمكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي “اف بي آي” أن الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي.
وقال مسؤول أميركي للإعلام اليوم الثلاثاء “نتوقع أن يلتقي الرئيس ولي العهد” خلال زيارته إلى المملكة، مضيفا أن “السياسة الأميركية كانت تتطلب إعادة تقييم للعلاقات (…) لا قطيعة” بعد جريمة قتل خاشقجي.
وأشار إلى أن السعودية شريك استراتيجي للولايات المتحدة منذ ثمانية عقود ويقطنها قرابة ثمانين ألف أميركي.
وذكر البيت الأبيض أن “أمن الطاقة” سيكون محورا رئيسيا في زيارة بايدن إلى السعودية، إلا أن مسؤولين أميركيين أشاروا إلى أن للجولة أهدافا دبلوماسية أوسع.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارين جان بيار، إن “الزيارة إلى الشرق الأوسط تشكّل ذروة أشهر عدة من الدبلوماسية”، ولا تمليها اعتبارات داخلية.
وسيلتقي بايدن عشرة مسؤولين خلال الجولة القصيرة لكن المكثفة، وستؤشر الزيارة، وفق مسؤول أميركي كبير، إلى “عودة القيادة الأميركية”.
ستبدأ الزيارة بلقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، حيث زار بايدن إسرائيل للمرة الأولى قبل 50 عاما تقريبا عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ.
وسيتناول الحديث مع بينيت الدعم الأميركي للجيش الإسرائيلي، لا سيما لنظام الدفاع الجوي المضاد للصواريخ، “القبة الحديدية”، على خلفية توترات يغذيها الفشل حتى الآن في إحياء الاتفاق حول الملف النووي الإيراني الذي أبرم بين طهران وست دول كبرى وانسحبت منه واشنطن خلال فترة رئاسة دونالد ترامب.
وقال المسؤول الأميركي رافضا الكشف عن هويته “سيزور الرئيس في إسرائيل على الأرجح منطقة تستخدم فيها هذه الأنظمة ويتحدث عن آخر الاختراعات في بلدينا في مجال استخدام تقنيات الليزر المضادة للصواريخ وللأخطار الجوية الأخرى”.
وشدد على أن بايدن “سيجدّد التزام إسرائيل الحازم بأمن إسرائيل”.
كما سيلتقي بايدن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، على الأرجح في بيت لحم، وفق المصدر نفسه.
وسيجدّد “التزامه الدائم بحل يقوم على دولتين” إسرائيلية وفلسطينية، وسيسعى إلى إعادة الحرارة للعلاقات مع السلطات الفلسطينية التي قطعت بشكل شبه كامل خلال ولاية ترامب.