قالت مصادر مطلعة على ملف الوساطة الذي تقوده مصر بين الفصائل الفلسطينية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، إن القاهرة أجرت اتصالات مكثفة مع الفصائل الفلسطينية خلال اليومين الماضيين، لمنع التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين، وذلك بعد المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة نابلس، أمس الأول الأربعاء، وأسفرت عن استشهاد 11 مواطناً، وإصابة أكثر من 102 آخرين بجروح.
ولفتت المصادر، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن الوسيط المصري “حاول إقناع الفصائل الفلسطينية بعدم التصعيد رداً على اقتحام نابلس وخصوصاً من غزة، وأن استمرار إطلاق الصواريخ، من شأنه دفع إسرائيل للإقدام على عملية عسكرية في القطاع”.
وأضافت أن “قادة المقاومة أبلغوا المصريين بأن مبدأ وحدة الساحات لا يمكن التنازل عنه، وأن عملية إطلاق الصواريخ سوف تستمر، ويمكن أن تتطور إلى عمليات نوعية أخرى”. وكانت المقاومة الفلسطينية، قد أطلقت فجر أمس الخميس، رشقة صواريخ صوب المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وردت طائرات الاحتلال بقصف مواقع داخل قطاع غزة.
وقالت المصادر إن مصر جددت طلبها من الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل، لوقف تصعيد العنف من جهتها، كما كررت مناشدتها حركة الجهاد الإسلامي لعدم التصعيد، لأن المصريين قلقون بشدة من احتمال حدوث مواجهة مسلحة هذا العام. وشددت على أن “مصر تفهم جيداً أنه إذا ما تدهورت الأوضاع في الضفة الغربية فإنها ستشعل غزة أيضاً”.
ولفتت المصادر إلى أن الساعات القليلة المقبلة “قد تشهد زيارة لبعض قادة الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، بناء على دعوة من المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المشرف على ملف الوساطة”.
في غضون ذلك، تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري، أمس الخميس، اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية جيمس كليفرلي، تناول “التطورات الخطيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسبل تعزيز الجهود الدولية والإقليمية من أجل احتواء التوتر القائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي” وفق بيان للخارجية المصرية.
وقال البيان إن شكري “أطلع نظيره البريطاني على الجهود التي بذلتها، وما تزال تبذلها مصر، من أجل دعم التهدئة في الأراضي المحتلة وتشجيع الطرفين على العودة إلى المفاوضات وكسر الجمود الحالي في عملية السلام”.
وأضاف البيان أن وزير الخارجية البريطاني “أعرب خلال الاتصال عن قلق بلاده البالغ نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية في الأراضي الفلسطينية، وزيادة حدة العنف بين الجانبين”، مؤكداً “التزام بلاده بالعمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين، وفي مقدمتهم مصر، من أجل احتواء التوتر القائم وتشجيع الأطراف على العودة إلى مفاوضات السلام”.
وكان سفير دولة فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية دياب اللوح، قد أعلن الأربعاء، أنه تم تقديم طلب عقد اجتماع عاجل لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورة غير عادية بأقصى سرعة ممكنة، لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة العدوان الإسرائيلي على مدينة نابلس وعموم الأرض الفلسطينية المحتلة.