مصر تُجري اتصالات لاحتواء التصعيد ضد لبنان والأردن يدعو مواطنيه لتجنب السفر للمناطق الساخنة..

قالت مصر، مساء الاثنين، إنها تجري اتصالات مع عدة أطراف لاحتواء التصعيد الإسرائيلي ضد لبنان.
جاء ذلك خلال اتصالين هاتفيين أجراهما وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، ونظيره اللبناني عبد الله بوحبيب، وفق بيان للخارجية المصرية.
ووفق البيان، أعرب عبد العاطي خلال الاتصالين عن “تضامن مصر الكامل مع لبنان، ورفضها لأية تهديدات تستهدف زعزعة استقراره أو سلامة شعبه”.
كما أعرب أيضا عن “قلق مصر البالغ تجاه التصعيد القائم بين حزب الله وإسرائيل، وتأثيراته المحتملة على أمن واستقرار لبنان”.

وأحاط وزير الخارجية المصري المسؤولين اللبنانيين بالاتصالات التي تجريها القاهرة مع أطراف مختلفة بهدف “احتواء التصعيد الجاري، والحيلولة دون انجراف المنطقة إلى حرب واسعة النطاق تهدد استقرار دولها وأمن شعوبها”.
وأكد عبد العاطي على “ضرورة دعم الدولة اللبنانية والحفاظ على مصالح الشعب اللبناني في مواجهة التهديدات المحيطة به”.
واتفق الجانبان المصري واللبناني على “مواصلة التشاور خلال المرحلة القادمة بهدف تنسيق الجهود لاحتواء التوتر والتصعيد”، وفق بيان الخارجية المصرية.
هذا ودعا الأردن، الاثنين، مواطنيه لتجنب السفر إلى لبنان “حرصا على سلامتهم” في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا.
جاء ذلك في بيان للخارجية الأردنية قالت فيه إنها “تهيب بالمواطنين الأردنيين تجنب السفر إلى الجمهورية اللبنانية الشقيقة، حرصاً على سلامتهم وذلك في ضوء التطورات التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن”.
كما جددت دعوتها للمواطنين الأردنيين المقيمين والموجودين في لبنان (لم تذكر عددهم) إلى “أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن المناطق التي تشهد توتراً، والالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات اللبنانية المختصة بهذا الخصوص”.
وطالبتهم بالتسجيل “الفوري” على الموقع الإلكتروني للسفارة الأردنية في بيروت، محددة مجموعة من أرقام الهواتف للتواصل وطلب المساعدة “على مدار الساعة”، وفق البيان ذاته.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي، مساء الاثنين، رصده إطلاق 20 صاروخا تجاه منطقة “إصبع الجليل” (شمال)، وتدميره منصة الإطلاق في جنوب لبنان والقضاء على عناصر من “حزب الله”، والأخير يرد باستهداف 3 مواقع إسرائيلية.
وقال الجيش في بيان نشره على حسابه بمنصة “إكس”، إن طيرانه الحربي استهدف في وقت سابق الاثنين، بنية تحتية لـ”حزب الله” في منطقة كفر حمام (قضاء حاصبيا) جنوبي لبنان، “أُطلقت منها صواريخ تجاه منطقة هار دوف (مزارع شبعا اللبنانية المحتلة)”.
وأضاف: “كما هاجمت قوات الجيش الإسرائيلي وقضت خلال الـ24 ساعة الماضية على خلية تابعة لحزب الله تم رصدها وهي تعمل في منطقة ميس الجبل (قضاء مرجعيون)”.
كما هاجم الجيش الإسرائيلي بنى تحتية أخرى لـ”حزب الله” في منطقة جنوب لبنان، وفق البيان.
وأشار الجيش إلى أنه “في وقت سابق اليوم، تم رصد إطلاق نحو 20 صاروخا اجتازت الأراضي اللبنانية وسقطت في منطقة مفتوحة قرب مفرق غوما (في منطقة إصبع الجليل)، دون وقوع إصابات”.
وقال إنه “بعد دقائق قليلة من رصد عمليات الإطلاق، هاجمت طائرات سلاح الجو منطقة حولا (قضاء مرجعيون) في جنوب لبنان ودمرت منصة الإطلاق التي تم إطلاق الصواريخ منها”.
وعقب ذلك، أعلن “حزب الله” استهداف 3 مواقع عسكرية إسرائيلية مقابل حدود لبنان الجنوبية.
وأفاد في بيانات منفصلة بـ”استهداف موقع العباد الإسرائيلي ودشمه وتجهيزاته التجسسية”، واستهداف “التجهيزات التجسسية في موقع حدب يارين، بالأسلحة المناسبة وإصابتها إصابة مباشرة وتدميرها”.
كما أعلن الحزب “استهداف تجمع لجنود العدو (الإسرائيلي) في محيط موقع الراهب بأسلحة صاروخية، وإصابته إصابة مباشرة”.
وقال “حزب الله” إن “الاستهدافات تأتي في إطار الرد على ‏الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو الإسرائيلي في بلدة شقرا الجنوبية”.
وفي وقت سابق اليوم، استشهد عنصران من “حزب الله” وأُصيب 3 أشخاص بينهم طفل؛ إثر استهداف مسيّرة إسرائيلية لسيارة ودراجة نارية على طريق ميس الجبل- شقرا (جنوب)، وفق وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وعلى خلفية مقتل 12 درزيا معظمهم أطفال وإصابة آخرين، السبت، جراء سقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم ببلدة مجدل شمس بهضبة الجولان السورية، تتزايد توقعات بتصعيد كبير مرتقب بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله”.
وبينما اتهم الجيش الإسرائيلي “حزب الله” بالوقوف خلف هذه الحادثة وتوعد بالرد، نفى الحزب “قطعيا” أي مسؤولية عنها.
ومساء الأحد، كلّف المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، بتحديد كيفية وتوقيت مهاجمة “حزب الله”، على خلفية حادثة مجدل شمس.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حربا تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، خلّفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود.