أكد متحدثون خلال مؤتمر صحفي، اليوم الخميس، ضرورة إنهاء استعمار التمويل في التعليم، ورفضهم لأي اشتراطات عليه.
وقال وزير التربية والتعليم مروان عورتاني خلال المؤتمر الذي عقد في مدينة رام الله، بعنوان “استعمار التمويل في التعليم”، الذي دعت له وزارة الإعلام، بالتعاون مع الحملة الاكاديمية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد، إن إسرائيل تستهدف التعليم في فلسطين، والرد على هذا الاستهداف يكون عبر اعتبار التعليم شأنا سياديا، وأن القرار به قرار وطني سيادي بامتياز.
وأضاف “نحن أصحاب الأرض والطلبة أبنائنا وعلينا تعليمهم بما يتوافق مع التاريخ والرواية الفلسطينية، ونرفض أي اشتراط للتمويل”.
وأشار عورتاني إلى أن فلسطين تتلقى دعما دوليا من عدة جهات دولية، تتفاوت بالقيمة والتركيز وارتباط المناهج الفلسطينية بالتمويل، لافتا إلى أن اللوبيات الداعمة لإسرائيل عمدت الى دراسة المناهج الفلسطينية وشيطنة كل ما هو فلسطيني وتجريمه، على أساس أنه خطاب كراهية أو لاسامية، بهدف التأثير على المانحين.
وأشار الى أن الوزارة قدمت ورقة موقف حول التمويل، والتي اعتمدتها الحكومة بهدف تعزيز منعة نظام التعليم وتحصينه.
وأكد عورتاني أن الاحتلال الإسرائيلي هو منهاج للعنف والتمييز العرقي والتطرف والقهر، وأن ممارساته تجعل البيئة المدرسية بيئة خطرة.
وحول سعي الوزارة لتحسين التعليم، قال عورتاني إن الوزارة أطلقت برنامج تبني المدارس والذي قامت من خلاله بمسح كافة الدارس وتحديد احتياجاتها المختلفة، واحتساب التكلفة التقديرية وأرفقتها على الموقع، مشددا على أنه من خلال البرنامج تم تبني 1360 مدرسة بتغطية كاملة تقدر بـ 46 مليون دولار بتمويل وطني كامل مستدام.
وأضاف أن الوزارة سعت الى تنفيذ برنامج الإصلاح الضريبي، فيما قررت الحكومة فرض ضريبة التربية والتعليم لكافة التجمعات بعد أن كان 82 تجمعا من أصل 480 تجمعا ملتزمين بدفع ضريبة المعارف.
وحذر من خطورة الممارسات والسياسات الإسرائيلية بحق المدارس في القدس المحتلة، وتزوير المناهج وتهديدها بالإغلاق بهدف كي الوعي.
دوره، قال رئيس الائتلاف التربوي الفلسطيني رفعت الصباح، إن الحملة العالمية للتعليم تنظم أسبوع العمل العالمي للتعليم وتضم آلاف المؤسسات، حيث حدد الائتلاف موضوع إنهاء الاستعمار في تمويل التعليم لهذا العام، مشيرا الى أنه من المتوقع أن تكون نتائجه مهمة للدول التي ترزح تحت الاحتلال.
وأضاف، أن التعليم في فلسطين مستهدف برؤى استعمارية واضحة، تريد تعطيل أي دور تنموي حقيقي للتعليم في بناء الإنسان الفلسطيني الحر، من خلال استهداف تمويل التعليم في فلسطين.
وأشار الى انه وفقا لإحصائيات وزارة التربية والتعليم للعام الماضي، فإن عدد الطلبة في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة بلغ مليون و385 ألف طالب وطالبة، لافتا إلى أن التقليل من الانفاق على التعليم بسبب استهداف تمويل التعليم في فلسطين يؤدي الى ارتفاع معدلات خصخصته، والالتحاق الإجباري بالمدارس الخاصة، واستنزاف الموارد المالية لأولياء الأمور.
وأوضح الصباح أن سياسات الاحتلال الاستعمارية في استهداف تمويل التعليم تكون بالضغط على الجهات الدولية المانحة، من أجل تجفيف مصادر تمويل التعليم، ومنها حراك اللوبيات الداعمة للاحتلال عبر الضغط على البرلمانيين الأوروبيين وحكوماتهم، والعمل على تصفية وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا”، والتي تعتبر الخدمات التعليمية للطلبة اللاجئين أهم عمل تشغيلي تقوم به الوكالة.
ولفت إلى أنها تعمد أيضا إلى تشويه وملاحقة مؤسسات المجتمع المدني العاملة في التعليم، ومحاولة وصمها بالإرهاب لقطع التمويل عنها، إضافة لوضع تقييدات واشتراطات معقدة لبرامج تمويل التعليم في مناطق “ج”.
ولفت إلى أن موازنة التطوير في التعليم تأتي بشكل أساسي من الدعم الخارجي بنسبة 58.7%، بينما تسهم وزارة المالية بحوالي 37.4%، فيما 3.9% من مصادر التمويل محلية، ما يعكس خطورة الفجوة التمويلية المحلية التي تواجه التعليم في فلسطين، ومدى الانكشاف المالي للموازنة العامة لتطوير التعليم، وارتباطها بتوفير الدعم الدولي.
وعن برنامج أسبوع إنهاء استعمار التمويل في التعليم، قال الصباح: إن الفعاليات تتضمن إرسال رسائل للبرلمانيين حول واقع التعليم في فلسطين، وضرورة إنهاء استعمار التمويل في التعليم، وعقد اجتماع مع الائتلافات الأوروبية للضغط على حكوماتها، وعقد طاولة مستديرة مع السفراء وممثلين عن الدول لوضعهم في صورة واقع التعليم في فلسطين، ومطالبتهم بإنهاء استعمار التمويل في التعليم.
ودعا الصباح الى ضرورة إطلاق حملة دولية بجهد وطني جمعي فلسطيني، لإلغاء لديون الخارجية وخدمة الدين، تتناغم مع حملات أخرى في الدول العربية ودول العالم الفقيرة والمتوسطة وتحويلها لقطاع التعليم.
وطالب الدول المانحة والمؤسسات الدولية والأممية، برفع حصة المعونات والتمويل الموجه للتعليم في فلسطين وتحييده عن أية تجاذبات سياسية، واحترام الخصوصية الثقافية والتاريخية والرواية الفلسطينية الذي تعكسه المناهج الفلسطينية، وعدم شيطنتها، وربط التمويل بتغييرها استجابة لهيمنة الاستعمار الإسرائيلي واللوبيات الداعمة له.
بدوره، قال أمين عام الحملة الأكاديمية لمناهضة الاحتلال والأبارتهايد رمزي عودة، إن التعليم في فلسطين مستهدف من قبل الاحتلال ويعاني من آثاره، مضيفا أن الاستعمار يشمل الإنسان، والأرض، والتعليم، وما تتعرض له القدس يمثل نموذجا حيا وواضحا على الاستعمار في التعليم.
وأشار الى أن تمويل العملية التعليمة في فلسطين، يخضع لأجندات الدول الغربية، ويستهدف تضليل وتشويه الرواية التاريخية الفلسطينية، مؤكدا ضرورة التركيز على مجابهة الاستعمار في التعليم حفاظا على روايتنا وتعزيزا لعنصر المقاومة لدينا، وإلغاء المساعدات الدولية المشروطة للعملية التعليمية في فلسطين.
وشدد على أهمية إلغاء كافة اشكال الاضطهاد والعنصرية التي تمارس بحق العملية التعليمية في فلسطين، لاسيما في مدينة القدس المحتلة، وضرورة وقف خطاب الكراهية والتحريض وتزوير الحقائق المتضمنة في المناهج التعليمية في دولة الاحتلال.
من جانبه، أكد وكيل دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير أنور حمام خلال كلمته ضرورة تقديم الدعم من الدول المانحة والدول العربية لدعم برامج الأونروا، لدعم خدماتها ومنها التعليم.
وأكد تمسك منظمة التحرير بالتعريف القانوني للاجئ، داعيا الى ضرورة التركيز على تعريف اللاجئ والذي يمس بجوهر القضية الفلسطينية.
وطالب بضرورة البناء على خطاب الرئيس امام الأمم المتحدة والذي طالب فيها بتجريم كل ما ينكر النكبة او اللجوء.