أزمة الانهيار والتفكك التي تواجهها جماعة الإخوان الإرهابية خلال المرحلة الراهنة ليست وليدة الصدفة، إنما هي حصاد ممارسات من العنف والتطرف على مدار سنوات منذ نشأتها، وهو ما أدى إلى سقوط قناعها الأخلاقي المزعوم أمام الرأي العام، كونها تمتلك سجلاً حافلاً بالجرائم والاغتيالات والأجندات المشبوهة منذ تأسيسها على يدي حسن البنا عام 1928.
وفي هذا السياق، كشف شيخ المؤرخين في مصر الدكتور عاصم الدسوقي أن «الإخوان» جماعة أسست لـ«صناعة الموت والإرهاب» منذ نشأتها، فضلاً عن تاريخها الحافل بالعنف والاغتيالات التي تجلت بعد ثورة 30 يونيو 2013. وأكد أن معاقل الجماعة بدأت تتهاوى إقليمياً ودولياً خصوصا لدى دول الاتحاد الأوروبي بعد التضييق على وجودها كونهم أصحاب عقيدة زائفة، وذراعا للتطرف وهندسة الخراب في عدة دول ومجتمعات، فهي التي دمرت نفسها وكشفت فسادها أمام الرأي العام، ولا خلاف على أن الجماعة هي منبع التطرف في المنطقة والعالم، لأن فكرهم يعتمد على استخدام السلاح لانتزاع الحكم.
وأكد الدسوقي لـ«» أن التنظيم الدولي للإخوان سينتهي على خلفية تفشي الخلافات والانشقاقات الداخلية التي تعصف به، فضلاً عن إعلان عدد من دول العالم محاربتها له واجتثات جذوره، وهو ما سيجعل أعضاء التنظيم مطاردين عالمياً ويعجل بنهايته، لافتا إلى أن التاريخ يؤكد أن الجماعة تعرضت للحظر في كل مراحل تاريخها تقريباً، كونها وظفت مفهوم الإسلاموفوبيا لخدمة أيديولوجيتها، فهي تدين في العلن وتؤيد كل أشكال العنف في الباطن، وتحرض على التعبئة الداخلية لمنتسبيها، إلا أن الشعب المصري قضى على تلك الجماعة، وكشف حقيقتهم على أرض الواقع فى 30 يونيو عام 2013.
ولفت المؤرخ المصري إلى أن جماعة الإخوان انتهت عربياً وعلى مستوى عدد من دول العالم الإسلامي لفقدان مصداقيتها عند الشعوب، فقد كانوا يقولون باستمرار إن التجربة الإسلامية هي الحل البديل عن التجربة الليبرالية أو الاشتراكية، لكنهم فشلوا تماما خلال عام من حكمهم لمصر، وأخفقوا في أن يقدموا أي حل حتى لقضية العدالة الاجتماعية، بل تمادوا في أخطائهم، وتحالفوا مع أعداء الأمة العربية والإسلامية، وصاروا مخلبا في يد الاستخبارات الدولية لنشر الفوضى وزعزعة الاستقرار، وفقدوا مصداقيتهم التي تصادمت مع الموروث الثقافي للشعوب.