كشف سلاح الجو المسيّر في المقاومة الإسلامية في لبنان، لا سيّما عمليته الأخيرة، التي استهدفت قاعدة “تسنوبار” اللوجستية، وما تبع ذلك من أضرار لحقت بمستوطنة “كتسرين” في الجولان السوري المحتلّ، عن عجز الدفاع الجوي الإسرائيلي ومنصات القبب الحديدية، عن التصدّي لـسلاح حزب الله الفتّاك” وفق تعبير صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية.
وأكدت الصحيفة، نجاح ثلاث طائرات مسيّرة هجومية، في التغلّب على محاولات الاحتلال إسقاطها، واصفةً ما جرى في أجواء الجولان المحتل، بأنّه “معركة جوية فوق كتسرين”.
وأشارت إلى قيام حزب الله بأكثر من 1200 عملية لسلاح الجو المسيّر، منذ فتح حزب الله جبهة الإسناد لقطاع غزة ومقاومته في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر.
ووفق الصحيفة، فشل الاحتلال حتى الآن في تقديم “حلٍ لهذا التهديد الفتَّاك”، إذ عجز الدفاع الجوي الإسرائيلي، في الكثير من العمليات عن تشخيص تسلل الطائرات المسيّرة بالدرجة الأولى، على الرغم من محاولة “الجيش” الإسرائيلي بأي طريقة إعاقة الطائرات المسيرة عبر تطوير منظومات تجريبية اعتراضية، وأجهزة تشويش على الإشارات، ومدافع “فولكان”.
وأكدت “يديعوت أحرونوت” أنَّ “نحو 40 طائرة مسيّرة هجومية، تسللت إلى إسرائيل من لبنان منذ مطلع شهر آب/أغسطس”، مقارنة بشهر تموز/يوليو الذي، الذي “شهد تسلل نحو 50 طائرة مسيّرة”.
وأظهر تقرير أعدّه “لوبي 1701” (تجمّع إسرائيلي لمستوطني الشمال)، مقتل وإصابة عشرات الجنود الإسرائيليين، من جراء إطلاق المسيّرات، تجاه أهداف عسكرية.
وأضاف التقرير أن تحليل معدل صفارات الإنذار التي دوّت في مستوطنات الجليل منذ اندلاع الحرب، يظهر أنها شغّلت على الأقل 395 إنذاراً من تسلل الطائرات المسيّرة الهجومية، وفي أعقابها طلب الاحتلال من مئات آلاف المستوطنين الدخول إلى الملاجئ.
ولفت التقرير إلى نجاح طائرات مسيّرة، مخصصة للرصد وجمع المعلومات، في الوصول إلى مدينة حيفا وما بعدها، من دون أن تُشخَّص أبداً من قبل أجهزة الإنذار والدفاع الجوي الإسرائيلي، الذي لم يستطع اعتراضها. وذلك في إشارة إلى المقاطع المصورة التي نشرها الإعلام الحربي في المقاومة، عن طائرة الهدهد وتصويرها مدينة حيفا، ومراكز الاحتلال في الجولان السوري المحتل، وقاعدة “رامات دافيد” الجوية في شمال فلسطين المحتلة.
ووصف “لوبي 1701″، تهديد الطائرات المسيرة في الجبهة الشمالية من فلسطين المحتلة، باعتباره “روتينياً” في الجليل، “ويومياً منذ أكثر من عشرة أشهر”، حيث تشهد “قذائف صاروخية، وصافرات إنذار، ورعبٌ وركضٌ إلى مناطق محصّنة”.
وأضاف أن 1200 طائرة مسيّرة، أُطلقت إلى الجليل، “قتلت وأصابت مستوطنين وجنوداً، وأحرقت حقولاً، ودمّرت بيوتاً وحوّلت الحياة في الجليل إلى غير محتملة”.
وأعربت عن استيائها من الفارق ما بين “تل أبيب” والجليل، وقالت “طائرة غير مأهولة واحدة في تل أبيب جرّت هجوماً في اليمن”. وسألت “كم هو عدد الطائرات غير المأهولة التي سنضطر لتلقيها في الجليل كي نرى الخط الأحمر لحكومة إسرائيل قد اجتيز؟”.
وكشفت شركة “إينر آي” الإسرائيلية، المتخصصة في الذكاء الإصطناعي، أن شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو الماضيين، شهدا أكبر عدد من صفارات الإنذار في شمال فلسطين المحتلة، نتيجة تسلل الطائرات المسيرة، مع أكثر من 80 تحذير في كل شهر، حيث أدى كلٍّ منهما إلى “سلسلة طويلة من المستوطنات التي وُجّه سكانها للدخول إلى الملاجئ في أعقاب مسار طيران الطائرة غير المأهولة”.