جولة ثانية من العدوان الرباعي على أهل غزة بقيادة امريكية توسع دائرة حضور حلفائها الغربيين من فرنسا الى بريطانيا فالكيان الاسرائيلي هؤلاء القتلة أصحاب التاريخ الممتلئ برائحة دماء الشعوب المستهدفة ليجتمعوا اليوم على وليمة مقبلاتها أجساد الخدج والرضع والنساء ، هذه الولائم التي تتغذى عليها المشاريع الأمريكية الغربية وتعتبرها أمرا اعتياديا في حروبها على شعوبنا وأوطاننا التي عرفت هذا النهج وتعاملت معه وانتصرت عليه في مراحل سابقة ، لكن السابقة الخطيرة التي ستسجل في تاريخ ثلاث دول كبرى وعظمى والكيان الصهيوني اجتمعت في سماء منطقة صغيرة جغرافيا مقارنة بحروب هؤلاء القتلة مع الدول وهذا يعني أن المقاومة الفلسطينية حماس وأهل غزة بأطفالها ونسائها ورجالها وشيبها وشبانها أكبر بكثير من هذه القوى ليضطروا أن يكونوا في سماء غزة حالمين أن يصنعوا لطفلهم المشوه اسرائيل نصرا افشلته المقاومة على مدى الاسابيع الماضية ، لتأتي هذه الجولة لتعبر عن حالة النكران التي يعيشها هؤلاء مجرمي العصر بحقيقة النصر الذي حققته المقاومة طيلة هذه الايام التي حملت في كل انجازاتها وتضحياتها عنوان اكبر من ان يفهمه هؤلاء طوفان الأقصى.
تتكرر مشهدية الجرائم الاسرائيلية ويتكرر معها حالة الصبر والصمود والرد المقاوم الذي بدى أكثر شراسة واصرارا على النصر ليوسع من دائرة أهدافه المعلنة بتحرير الأسرى كل الاسرى في سجون الاحتلال لتحرير كل ذرة تراب من التراب الفلسطيني ، من الواضح ان هذا المتغير في بنك أهداف عملية طوفان الاقصى تتناسب وحجم المشروع الامريكي الغربي الصهيوني الذي يسعى ومن خلال تقديم الدعم والاسناد والمعلومات الاستخباراتية والحضور الميداني الامريكي والبريطاني على الارض وفي الجو يؤكد ايضا ان الهدف الامريكي وهذا معلوم منذ الساعات الاولى ليس تحرير الرهائن بل مشروعا اقتصاديا تصبو لتحقيقه هذه القوى والعالم يعاني من ازمات اقتصادية وتضخم كبيرين والكل يبحث عن الطرق والممرات للوصول للطاقة اولا والطرق التي تؤمن ايصال هذه الطاقة بالإضافة الى الوصول الى الاسواق الجديدة وهنا نرى ان هذه الحرب بأهدافها الحقيقية الغير معلنة على ألسنة اسياد العدوان بقيادة أمريكا وهنا نستطيع ان نقول ان المقاومة الفلسطينية تحارب هذا المشروع الذي لن يمر الا بتصفيتها وتجريد غزة والضفة من مقاوميها ، بما سينعكس على اضعاف محور المقاومة بالكامل الذي استطاع خلال اكثر من عقد على تسجيل انتصار في اكثر من ميدان على المشروع الامريكي المعروف بالشرق الاوسط الكبير, وأمام تراكمية الفشل الأمريكي الصهيوني تبرز تراكمية النصر لمحور المقاومة والقوى الحرة في العالم ، بما يبشر بعهد جديد من الحرية والاستقلال لكل الشعوب الحرة الأبية.
امام هذه الاهداف الكبيرة للبيت الأبيض وحلفائه في هذا التدخل المباشر في هذه الحرب وما نراه من نتائج على الارض حتى الآن نستطيع التنبؤ بنتائج هذا العدوان الذي لم يسجل له انتصارا واحدا سوى سحق جماجم الأطفال والنساء وكبار السن والتدمير ، اما عن هدف القضاء على حماس فهو أمل بعيد المنال وهذا باعتراف الرئيس الفرنسي ماكرون الذي صرح بأن القضاء على حماس قد يحتاج لعشرة سنوات ، لتتفوق القراءة الفرنسية في رؤيتها على الرؤية الامريكية والبريطانية والاسرائيلية ، نعم لن تسطيع الولايات الامريكية ومن معها من تصفية المقاومة حماس وستفشل في افراغ غزة من أهلها كما ستفشل أيضا والاسابيع القادمة التي منحها وزير الخارجية الامريكي لنتنياهو ستثبت فشل المشروع الامريكي الغربي الاسرائيلي في تحقيق أي هدف من أهداف هذه الحرب القذرة التي يخوضونها على اهل غزة ، فكلما طالت أيام هذه الحرب كلما ارتفعت قيمة الخسائر الاسرائيلية في كافة مؤسساتها العسكرية والامنية والاقتصادية ، واقع الحال الاسرائيلي يتحدث عن نفسه فهناك خلافات كبيرة بين الأجنحة وهناك انشقاقات داخل صفوف جيش الكيان وهناك خسائر بالمليارات يتكبدها الصهاينة واثمان باهظة تدفع ولن يحققوا اي هدف يحفظ لقادة الكيان ماء وجههم الملطخ بوحل مستنقع غزة وهذا باعتراف خبراء الصف الاول للصهاينة.
وفي الختام نستطيع ان نقول بأن هذ ا العدوان الرباعي على غزة قد يمتد لأسابيع كما يريد الأمريكي لكن لن تأتي نتائجه كما يشتهيها فالمقاومة الفلسطينية في غزة ستبقى ولن يفقد اهل غزة بوصلتهم بين شمالها وجنوبها فهم اكثر ايمانا ويقينا بأن معركتهم هي معركة التراب الفلسطيني بالكامل ليس فقط قطاع غزة ، ستزداد آلة القتل للرباعية الشيطانية بحق اهل غزة كما سترتفع وتيرة العمل المقاوم في غزة وفي بقية جبهات المقاومة اللبنانية والعراقية واليمنية ومن هذه الميادين سيكتب فصل الخطاب وسترفع رايات النصر لفلسطين كل فلسطين ولمحور المقاومة الذي قال كلمته لن نسمح بالقضاء على مقاومة حماس ولن نسمح بتهجير أهل غزة.
وما الحديث وفي هذا التوقيت عن موضوع حل الدولتين بعد هذه السنوات الطوال الا اعترافا امريكيا مسبقا بالهزيمة فهذا المشروع الذي قبله الشعب الفلسطيني منذ سنوات لم يعد يعني لهم شيئا فالكلام اليوم عن فلسطين محررة من البحر الى النهر.
باحثة في العلاقات الدولية – دمشق