ورأى مراقبون أمريكيون أن «معركة التلاوم» لن تتوقف وستستمر حتى انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس قبل نهاية العام القادم، إذ ألقى وزير الدفاع لويد أوستن بالمسؤولية عما حدث على الجيش الأفغاني واتهمه بعدم الرغبة في القتال وعدم الاستعداد له.
وتبادل الجمهوريون والديمقراطيون اللوم على ما شهدته أفغانستان في الأيام الأخيرة. ويتبنّى الجمهوريون موقفا يعتمد إلقاء اللوم على الرئيس جو بايدن وقراره المتسرع بإعلان سحب القوات قبل نهاية أغسطس، في حين يرى الديمقراطيون أن اللوم يجب توجيهه إلى الرئيس السابق دونالد ترمب والجمهوريين الذين توصلوا إلى اتفاق مع طالبان يقضي بالانسحاب العسكري قبل نهاية مايوالماضي.
ورأى السيناتور الجمهوري توم تيليس، في تغريدة له، أن «الكارثة تمثل إخفاقا للقيادة السياسية، وليس لرجالنا ونسائنا الذين يخدمون في القوات المسلحة»، فيما اعتبر الجمهوري توم كوتون، أن «هذا الإخفاق الذريع لم يكن متوقعا فقط، بل كان مؤكدا». وأضاف أن «تراجع جو بايدن غير المخطط له أذلّ أمريكا الآن ويعرض حياة آلاف الأمريكيين الذين تركوا في كابل للخطر»، وهو ما أيده رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية كليفورد ماي، مؤكداً أن «الأوضاع ستزداد سوءا»، وألقى باللائمة على إدارة بايدن.
فيما رأى الديمقراطيون من جانبهم أن إدارة ترمب هي المتسببة في سيطرة طالبان على أفغانستان، ويؤكدون أن اتفاق السلام قايض الانسحاب من أفغانستان ببدء المفاوضات بين الأطراف الأفغانية، لكنه لم يحدد سلاما محتملا ولم يخلق قط عملية سلام فعالة، وأن ترمب بقبوله الاتفاق خسر أفغانستان فعليا.ورأى السيناتور الديمقراطي كريس ميرفي، أن «سياسة ترمب أدت إلى هذه اللحظة». فيما رآى أخرون أن روسيا والصين ستستفيدان بشدة من الانسحاب الأمريكي، إذ أكد الدبلوماسي السابق الخبير بمؤسسة كارنيجي للسلام الدولي آرون ديفيد ميلر، أن «ما حدث لم يكن له أي بديل أفضل».