تستمر العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، اليوم الأحد، في شهرها الحادي عشر، حيث يواصل الجيش الروسي ضرب الأهداف الأوكرانية ومناطق تمركز قوات كييف ومخازن الأسلحة، فيما تحاول كييف مقاومة الدب الروسي بدعم مادي وعسكري من الغرب.
وفي آخر التطورات الميدانية، أعلنت سلطات مقاطعة لوغانسك الموالية لروسيا مقتل 6 أشخاص على الأقل جراء قصف أوكراني استهدف مستشفى بمدينة بيرفومايسك بالمقاطعة.
ورجحت مصادر طبية ارتفاع حصيلة الضحايا مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تواصل عمليات إزالة الأنقاض، من جانبه أفاد مراسل “العربية” بإصابة 15 مدنيا في مدينة ماكيفكا إثر قصف أوكراني على مقاطعة دونيتسك، كما تحدث عن قصف أوكراني مماثل طال أحياء مختلفة من مدينة دونيتسك مركز المقاطعة.
وقبلها، دوّت أصوات انفجارات في كييف وأماكن أخرى في أنحاء أوكرانيا، وانطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد للتحذير من غارات جوية في أول ساعتين من بداية العام الجديد. ومع إطلاق صفارات الإنذار صاح بعض الأشخاص من شرفات منازلهم قائلين “المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال”.
وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إن شظايا صاروخ دمرته أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية ألحقت أضراراً بسيارة في وسط العاصمة، ولكن لم ترد بصفة مبدئية أنباء عن وقوع إصابات أو خسائر في الأرواح. وقالت الإدارة العسكرية لمدينة كييف إنه تم تدمير 23 هدفا “من الأهداف الجوية” التي أطلقتها روسيا.
وجاءت الهجمات بعد دقائق من الرسالة التي وجهها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لشعبه بمناسبة العام الجديد، والتي عبر فيها عن أمنياته بتحقيق النصر لبلاده في الحرب التي دخلت شهرها الحادي عشر دون أن تلوح في الأفق أي نهاية لها.
وأفاد شهود بأن دوي الانفجارات تواصل بعد ذلك، ولم ترد أنباء بعد عن وقوع أضرار. ووردت أنباء غير رسمية عن وقوع انفجارات في منطقة خيرسون الجنوبية ومنطقة جيتومير الشمالية.
وجاءت الهجمات في أعقاب إطلاق أكثر من 20 صاروخ كروز على أهداف في أنحاء أوكرانيا أمس السبت، فيما وصفه المفوض البرلماني الأوكراني لحقوق الإنسان دميترو لوبينيتس بأنه “رعب ليلة رأس السنة”.
وقال مسؤولون في كييف على تطبيق المراسلة “تليغرام” إنه تم تفعيل أنظمة الدفاع الجوي. وقال أوليكسي كوليبا حاكم منطقة كييف إن المنطقة تتعرض لهجوم بطائرات مسيرة. ولم يعرف على الفور إن كانت أي أهداف تعرضت للقصف.
والسبت، أعلن عمدة كييف مقتل شخص وإصابة آخرين جراء انفجارات دوت في العاصمة الأوكرانية كييف بعد غارات صاروخية روسية مكثفة.
وذكرت الرئاسة الأوكرانية أن فندقاً في كييف تضرر جراء الانفجارات، فيما أظهرت صور متداولة تصاعد أعمدة الدخان بالقرب من محطة كهرباء في العاصمة الأوكرانية.
بدوره، قال نائب بالبرلمان الأوكراني إن إمدادات الطاقة توقفت مؤقتاً في كييف بعد الضربات الصاروخية الروسية.
وبالتزامن مع ذلك، أشار عمدة ميكولايف جنوب البلاد إلى وقوع انفجارات، وحذر السكان من تواصل الضربات الصاروخية.
مع توديع عام مضى، حرص كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على مخاطبة شعبيهما للتهنئة بحلول العام الجديد، فيما لم تظهر أي مؤشرات في كلمتيهما على قرب انتهاء الحرب التي انطلقت شرارتها في فبراير الماضي وأصبحت قريبة إلى إتمام عام كامل.
وقال الرئيس الروسي بوتين في كلمته إن عام 2022 كان عام قرارات صعبة وأحداث مصيرية، وإن روسيا تقاتل من أجل استقلالها والحق الأخلاقي والتاريخي إلى جانبها.
ولأول مرة سجل بوتين كلمته للمواطنين الروس بمناسبة عيد رأس السنة ليس على خلفية الكرملين لكن وسط مجموعة من العسكريين المشاركين في العملية العسكرية الخاصة.
كما أصبحت كلمة رأس السنة هذه والتي استغرقت 9 دقائق، هي الأطول من نوعها لبوتين، حيث شدد على أن “الدفاع عن الوطن واجب مقدس، والهم الأساسي الآن هو مصير روسيا”.
وأكد أن “الغرب يستغل أوكرانيا وشعبها بوقاحة لتقسيم وإضعاف روسيا”، مشدداً بالقول: “لن نسمح بذلك أبدا”. وأضاف بالقول: “أصبحنا مثالا ملهما لدول أخرى في سعيهم لإقامة نظام عالمي عادل متعدد الأقطاب”.
وهنأ بوتين بشكل خاص جميع أفراد القوات المسلحة الروسية بحلول العام الجديد، وشكرهم على خدمتهم.
وبالمقابل، أكّد الرئيس الأوكراني زيلينسكي أن بلاده “لن تغفر” لروسيا غزوها وقصفها.
وكتب بالروسية على “تليغرام”: “لن يغفر لكم أحد الإرهاب. لا أحد في العالم سيغفر لكم ذلك”، مضيفا “لن يتم العفو عن الذين يأمرون بضربات مماثلة والذين ينفذونها. هذا أقل ما يمكن قوله”.
كذلك، أعلن زيلينسكي لاحقا في إطار تمنياته بمناسبة رأس السنة أن عام 2023 سيكون عام “النصر” في الحرب ضد روسيا.
وقال زيلينسكي في خطابه بمناسبة العام الجديد: “نحن نُقاتل وسنُواصل القتال” حتّى النصر، آملاً بأن يكون العام الجديد “عام عودة (…) أراضينا” إلى السيادة الأوكرانيّة.
وأشاد بـ”مقاومة أوكرانيا”، قائلًا إنّ السنة المنصرمة هي السنة التي “غيّرت فيها أوكرانيا العالم”.
وتابع زيلينسكي: “لقد طُلِب منّا الاستسلام. اخترنا الهجوم المضادّ! قيل لنا أن نُقدّم تنازلات… نحن ننضمّ إلى الاتّحاد الأوروبّي وحلف شمال الأطلسي”.
ودوت أصوات انفجارات في كييف وأماكن أخرى في أنحاء أوكرانيا، وانطلقت صفارات الإنذار في جميع أنحاء البلاد للتحذير من غارات جوية في أول ساعتين من بداية العام الجديد.
ومع إطلاق صفارات الإنذار صاح بعض الأشخاص من شرفات منازلهم قائلين “المجد لأوكرانيا.. المجد للأبطال”.