أعلن وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، يائير لابيد، اليوم الأحد، أنّ “إسرائيل ستتموضع إلى جانب حليفتها التقليدية الولايات المتحدة، إذا اندلعت الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بالرغم من مصلحة الحفاظ عل العلاقات الجيدة مع روسيا”.
وفي مقابلة مع “القناة 12” الإسرائيلية، أضاف لابيد إنّه “تقليدياً، نحن نسير مع الأميركيين، حليفتنا الأكبر”، مؤكّداً أنها “علاقات أبدية على المستوى الأمني، وأيضاً على المستوى السياسي”.
وأضاف: “لكننا حذرين جداً مع الأميركيين وهم يتفهمون ذلك”، مشيراً إلى أنّه “توجد لإسرائيل مشكلتين غير موجودتين للولايات المتحدة ولا لبريطانيا، الأولى مشابهة لدول البلطيق، نحن لدينا حدود مع روسيا، حدودنا الشمالية، حدودنا مع سوريا، هي بكل ما للكلمة من معنى حدود مع روسيا”.
وتابع أنّ “الروس يتواجدون هناك، والتنسيق الأمني مع روسيا يسمح لنا، بحسب المعلومات الأجنبية، بنشاطات إسرائيلية مستمرة ضدّ التواجد الإيراني في سوريا”، معتبراً أنّه “يجب أخذ ذلك بالحسبان”.
وكشف لابيد أنّه أوضح لنظرائه الأميركيين، والفرنسيين والألمان، أنّه في “وضعٍ لا يوجد فيه أي وزير خارجية آخر”، وذلك بسبب وجود “جالية يهودية ضخمة، هي الثانية بحجمها في روسيا، وجالية يهودية ضخمة في أوكرانيا”.
وأكّد أنّه يجب أن يهتم بهم، والتأكّد بأن لا تتصرف “إسرائيل” بشكلٍ يعرّض أمنهم للخطر، والتصرف “بشكلٍ حذر أكثر من وزيرة الخارجية البريطانية أو وزير الخارجية الأميركي”، وفق تعبيره.
يشار إلى أنّ الأوساط السياسية والأمنية والعسكرية الإسرائيلية تتابع، باهتمام وقلق، التطورات بين روسيا وأوكرانيا،وسط اعتقاد إسرائيلي مفاده أنّ أي معركة عسكرية قد تصبح حدثاً ضخماً، له تداعيات استراتيجية كبيرة على “إسرائيل” أيضاً.
وتحدّث معلّق الشؤون السياسية في صحيفة “معاريف”، بن كسبيت، عن قلق في المؤسسة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي من تغيير ممكن في السياسة الروسية في الشرق الأوسط، وعن أن تأثيراً دراماتيكياً للنزاع الروسي – الأميركي من شأنه أن يتجسّد بكل ما يتّصل بالمصالح الإسرائيلية أمام إيران.
بدوره، حذّر رئيس هيئة الأمن القومي السابق، مئير بن شبات، في مقال له في صحيفة “إسرائيل هيوم”، من أن التوترات في أوكرانيا تشكّل تحديات كبيرة لـ “إسرائيل”.
ويتمثّل التحدي الإسرائيلي الأول، بحسب بن شبات، بالموقف الذي سيتعين على “إسرائيل” اتخاذه إذا حدث أيّ تطور عسكري في شرقي أوروبا، بحيث ستجد “إسرائيل” نفسها محرَجة جداً بين موسكو وواشنطن، ولاسيما أن من المتوقع أن تطلب واشنطن من حكومة الاحتلال الإسرائيلي اتخاذ موقف واضح إلى جانبها”.
ويتعلّق التحدي الثاني لـ “إسرائيل” بالقضية النووية، بحيث إن القلق الإسرائيلي مزدوج: “على إسرائيل التأكد من ألاّ يستغل الإيرانيون صرف الاهتمام عن مواضيعهم، في هذا الوقت، من أجل الإسراع نحو القنبلة”.
لابيد: “إسرائيل” غير ملزمة بالاتفاق النووي
وبالحديث عن آخر تطورات المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في فيينا، شدّد لابيد على أنّ “إسرائيل غير ملزمة بالاتفاق النووي”.
كما أعرب وزير خارجية الاحتلال عن قلقه إزاء الاتفاق، وقال: “نحن نتحدث مع الأميركيين، والحوار مكثف جداً، ونحن نودّ التأكد من أنه إذا حصل اتفاق، نريد خلق حوار دقيق بخصوص كيفية التعامل مع تداعيات الاتفاق”.
وصرّح لابيد أنّه في كل الأحوال، هذا الاتفاق هو “غير جيّد، وإسرائيل قلقة”، مضيفاً أنّه “أوضحنا ذلك للأميركيين، وهناك تعاون كامل ونحن غير ملزمين بهذا الاتفاق”.