مفاوضات «الدستورية السورية» تدور حول الفشل

على الرغم من فشل الجولات الست من مشاورات اللجنة الدستورية بين النظام والمعارضة السورية، إلا أن المبعوث الأممي الخاص لسورية غير بيدرسون يصر على عقد جولة مفاوضات سابعة في جنيف بداية العام القادم، من أجل إحداث اختراق في المشاورات ومحاولة طي صفحة الخلافات بين الطرفين.بيدرسون الذي يزور دمشق اليوم (الثلاثاء)، ويلتقي وزير خارجية النظام فيصل المقداد، هو من نعت الجولة السادسة بأنها «فاشلة ومخيبة للآمال»، ومع ذلك لم يجد المبعوث الأممي خيارا إلا استئناف الفشل مرة أخرى إلى حين حدوث توافق دولي.

من يعرف طبيعة المفاوضات مع النظام السوري منذ انطلاق مسار التفاوض في جنيف وحتى اللجنة الدستورية، يدرك أن المبعوث الأممي يكرر الفشل في كل الجولات التفاوضية، فالنظام على مدار الجولات الست الماضية كان هو المعطل الرئيسي للتوصل إلى تسوية سياسية.

وعلى اعتبار أن بيدرسون مكلف من الأمم المتحدة، فهو لا يتردد في مواصلة المساعي الأممية على أمل التغيير سواء من النظام أو الدول الداعمة وعلى رأسها روسيا، إلا أن غياب الضغوط الدولية على النظام أعطى بشار الأسد فرصة كبيرة للتعطيل خصوصا في ظل غياب الآليات التنفيذية لقرار مجلس الأمن 2254، وبالتالي لن تكون الجولة السابعة التي يسعى إليها بيدرسون سوى تكرار للفشل مرة أخرى، خصوصا في ظل الغياب الأمريكي عن المشهد السوري وتولي روسيا المسار السياسي الأمر الذي يجعل النظام غير مضطر لأية مساومة. ويعتقد طيف واسع من المعارضة السورية، أن المجتمع الدولي لم تعد لديه أي قدرة على الحل، وهو غير مستعد لتقديم أي شيء لسورية سوى مسار أممي عقيم لن يقدم أو يؤخر في الحالة المستعصية، خصوصا أن الأسد يشعر هذه الأيام أنه محور اهتمام عربي، بمعنى أن النظام السوري يلعب لعبة الوقت وهو يدرك أن هذا المسار محكوم عليه بالفشل.

وأمام هذا الإحباط الكبير في الأزمة السورية، تكون محصلة مساعي المبعوث الأممي «صفر» بكل تأكيد، إذ إن النظام الذي خاض حربا ضد الشعب على مدار عشر سنوات لن يخضع للضغوط الأممية الناعمة ولن يغير من سلوكه، لكن السؤال: متى يكون بيدرسون مثل المبعوث الأممي السابق كوفي عنان ومن بعده الأخضر الإبراهيمي الذي قال بكل صراحة إن هذا المسار التفاوضي فاشل ما دامت الدول لا تريد أن تجبر النظام على الحل.