مفاوضات فيينا.. إيران تراوغ.. والاتفاق النووي يتعثر

وسط خلافات حول قضايا جوهرية وتحذيرات أوروبية من «اتفاق بلا جدوى»، تواصل إيران ممارسة لعبة المراوغة والمماطلة في مباحثات فيينا، وهو ما عبر عنه كبير مفاوضيها علي باقري كني، أمس (الثلاثاء)، إذ اتهم الأطراف الغربية بالاستمرار فيما سمّاه «لعبة إلقاء اللوم».وجاءت مراوغة طهران بعد يوم واحد من إعلان دبلوماسيين أوروبيين، أن الاتفاق سيكون قريبا عديم الجدوى دون إحراز تقدم. وغرد باقري عبر تويتر قائلا: «بعض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس عادة إلقاء اللوم بدلا من الدبلوماسية الحقيقية. طرحنا أفكارنا مبكرا وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات».

فيما كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن بلاده تبحث مع حلفائها عن بدائل أخرى في حال فشل الدبلوماسية تجاه ملف إيران النووي. وقال خلال مؤتمر صحفي في إندونيسيا (الثلاثاء): إن الولايات المتحدة تواصل انتهاج الدبلوماسية في التعامل مع إيران فيما يتعلق بالعودة إلى المحادثات النووية لأنها من بين أفضل الخيارات المتاحة. ويصل مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى إسرائيل الأسبوع القادم، لبحث المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي، وخطر تسلح طهران. ويزور المسؤول الأمريكي إسرائيل في وقت يعبر فيه المسؤولون الإسرائيليون عن القلق من أن تختار إدارة جو بايدن صفقة «الأقل مقابل الأقل» إذا ظل مسار العودة إلى الاتفاق النووي الأصلي عالقا.

ورغم أن الأوروبيين يحاولون لعب دور وسيط التهدئة في المفاوضات الجارية في فيينا إلا أن دبلوماسيين بريطانيين وفرنسيين وألمان أكدوا أن القوى الكبرى وإيران لم تبدأ بعد في المحادثات بشأن إنقاذ الاتفاق النووي الذي سيصبح قريبا جدا «بلا معنى» دون إحراز تقدم. وقالوا: نضيع وقتا ثمينا في مناقشة مواقف إيرانية جديدة لا تتماشى مع خطة العمل الشاملة المشتركة أو تتجاوز ما تنص عليه.

ووصف الدبلوماسيون «الوضع بأنه محبط لأن الخطوط العريضة لاتفاق عادل وشامل يسمح برفع كل العقوبات المرتبطة بخطة العمل الشاملة المشتركة والاستجابة لمخاوفنا بشأن عدم الانتشار معروفة بوضوح منذ الصيف الماضي. وحذروا من أن الوقت ينفد، ودون إحراز تقدم سريع، في ضوء التقدم السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة قريبا إطارا فارغا».

فيما وصف المنسق الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا المباحثات بالصعبة جدا، مشيرا إلى وجود بعض الخلافات العالقة. وحذرت واشنطن في الأيام الأخيرة من أنها لن تسمح لطهران بمواصلة ذلك، وأكدت أن خطة بديلة قيد الإعداد، دون أن توضح طبيعتها.