مفتي لبنان يحدد مواصفات الرئيس القادم

لا ينفصل الاجتماع الذي عقد في دار الفتوى للنواب السنّة اليوم (السبت) عن الحركة الواسعة التي دشنها سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد بخاري في الأيام الماضية والتي سعى من خلالها إلى توحيد وتنظيم الصفوف السنيّة تحت عباءة دار الفتوى، في ظل «الواقع المشتت» الذي تمظهر في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي في ظل غياب الزعامة التي حاول تكريسها سعد الحريري قبل أن ينكفئ عن المشهد.

اجتماع دار الفتوى ووفقاً للكلمة الافتتاحية التي ألقاها مفتي لبنان الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان يؤسس لمرحلة جديدة على الساحة السنيّة الوطنية.

دريان قال في كلمته «إننا نجتمع لهدف أبعد ما يكون عن الضيق الطائفي والمصلحي؛ فقد أردت جمع الشمل لأهداف وطنية سامية»، محذرا من أن الوطن في خطر والدولة في خطر والمواطنين في أقصى درجات البؤس، وأضاف: «همي أن يكون لنا صوت واضح. أردت أن نكون يداً واحدة وصوتاً واحداً في تحقيق ما يصبو إليه الناس جميعاً من تشكيل حكومة وانتخاب رئيس جديد لمعالجة الأزمات التي يعانيها المواطنون على المستويات كافة».

وعن مواصفات رئيس الجمهورية أفاد دريان بأن رئيس الجمهورية هو حامي الدستور وهو الرئيس المسيحي الذي يرمز للعيش المشترك وينظر إليه العرب باعتراف وتقدير بأنه الرئيس المسيحي الوحيد في العالم العربي. وأوضح: «أما الرئيس الذي نريده جميعاً، فمواصفاته واضحة، وهي الحفاظ على ثوابت الطائف والدستور والعيش المشترك وشرعية لبنان الوطنية والعربية والدولية ولا يمكن التفريط بها مهما اختلفت الآراء والمواقف، وإنهاء الاشتباك المصطنع والطائفي والانقسامي بين السلطات، والعودة إلى الدستور. كما ويكون قادراً على إنهاء الاشتباك بشأن الصلاحيات، والاتصاف بصفات رجل العمل العام والحكمة والمسؤولية الوطنية».

وخاطب المفتي النواب السنّة بقوله: «لا بد من رئيس جديد وأنتم المسؤولون عن حضوره أو إحضاره وستكونون في طليعة المسؤولين عن غيابه لأي سبب كان». ودعا إلى عدم المسّ بصلاحيات رئاسة الحكومة، وعلى الجميع العمل لتسهيل مهمة الرئيس المكلّف، «ونتفاءل خيراً بتشكيل حكومة».

وأكد أن «لبنان لا يقوم إلا بالتوافق ولا خلاص إلا بوحدته بعيداً عن الشحن الطائفي، فلنكن لوطننا ولشعبنا ليبقى وطننا ويثق شعبنا بنا ونحن نريد رئيساً لا يكون جزءاً من المشكلة أو سبباً لها».

يذكر أن المجتمعين سينتقلون من دار الفتوى إلى دارة السفارة السعودية تلبية لدعوة عشاء تكريمي.