وبدأ الهلالي مخاطباً الحضور: “أيها المحتشدون حول مائدة الشعر، المحلقون في مدارات الحس العليا، المنبثون في ذرات الوجود أيونات دافئة، مساء الورد والبحر والشعر.. مساء العروس.. مساء الكتاب.. مساء الوطن.. أتى بكم الكتاب.. وجاست أرواحكم خلال ثنايا الكلمات.. واستبد بكم الركض المعرفي.. حتى لاحت هذه اللحظة الدافئة.. فضممتم أجنحة الوقت.. في استراحة حالمة على فن الشعر.. الشعر الذي لا يزال سلطانه ممتدًا منذ أجدادكم الأوائل.. وسيظل ما دامت هذه البلابل لا تتوقف عن الشدو..
وأعقبها بمخاطبة الشاعرين قائلاً: “انظرا، بعيون القلب، إلى هذا الجمع من الحالمين بعالم أجمل، المستبشرين بغدٍ أفضل.. ولحظات لا تنسى.. انداحت دروب حياتهم من نقاط متباعدة شتى، وتقاطعت جميعها في هذه اللحظة.. في نقطة واحدة أنتما ضياؤها.. نقطة تشع بالشعر والحب والدفء والسلام.. ليت لي حجة أن أسترسل أكثر، وأظل بارزًا طول المساء في هذه النقطة.. لكن قدري هو الغروب بعد هذه المقدمة.. عفوًا.. سأظل قليلًا، فالنفس أمارة بالضوء، ولهذه الغاية النبيلة سأعرفكم بمن تعرفونهم: الشاعرة تهاني الصبيح.. الشاعر محمد بن إبراهيم يعقوب”.
وقد كان ذلك كافيًا ليشعل حماس الشاعرة “الصبيح” التي استهلت دورها بقراءة نصوصها الشعرية لعددٍ من قصائدها، والمتمثلة في: وطن على خارطة المعنى، تهوى إليّ، روح يوسف، في حين قدم الشاعر “يعقوب” نصوصًا عدة؛ ومنها نقص لا يطمئن، حافة يقين، تجرحه الهواء، سريالية ناقصة، إضافةً إلى نصوص أخرى استقبلها الجمهور بالإعجاب والتصفيق.