ونالت اليمن نصيب الأسد من تلك المشاريع الإنسانية والخيرية التي تنفذها عبر عدد من مؤسساتها الإنسانية؛ أبرزها مركز الملك سلمان والبرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن، وبرنامج مسام وغيرها من برامج التأهيل والتدريب الإنسانية، إذ نفذ مركز الملك سلمان أكثر من 721 مشروعاً بكلفة مالية قدرها (4.115.568.205) دولارات، شملت جوانب مختلفة أبرزها الأمن الغذائي والصحة والتعليم والتأهيل والتدريب والإيواء والتغذية والإغاثة.
وتعدّ المملكة من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، وبحكم مكانتها الدولية والإسلامية فإنها كانت تولي الجهود الإغاثية أهمية كبيرة وتضعها في أعلى درجات سلم أولوياتها وتبذل بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية، استشعاراً لدور المملكة الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم، فقد أطلقت حملة لإغاثة ضحايا السيول في باكستان ونفذت عدداً من المشاريع الإغاثية والإسكانية.
وتكمن ريادة المملكة في مجال العمل الخيري والإنساني على مستوى العالم في العديد من المبادرات الإنسانية والمساعدات من منطلق إيمانها بأهمية الدور الإنساني والتنموي الفاعل الذي تقوم به تجاه الدول المحتاجة والمتضررة، لتجعل من البُعد الإنساني نهجاً ثابتاً في سياستها، كما أن لديها البرنامج الطبي السعودي لفصل التوائم السيامية، الذي يعد الوحيد من نوعه على مستوى العالم الذي يتكفل بكل نفقات العملية والعلاج والتأهيل لما بعد العملية، إذ قام على مدى 3 عقود باستقبال حالات التوائم السيامية من مختلف دول العالم ودراستها وتقييمها قبل إجراء العملية، وبلغ عدد الحالات التي جرت دراستها حتى الآن 117 حالة من 22 دولة في 3 قارات حول العالم، تم إجراء عملية فصل لـ50 حالة منها وتكللت جميعها بالنجاح، وذلك في رقم قياسي ريادي عالمي يضاف إلى سجل المملكة الطبي والإنساني.
ويضاف إلى البرامج الإنسانية السعودية البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن الذي نفذ 207 مشاريع ومبادرات تنموية في مختلف المحافظات اليمنية في 7 قطاعات أساسية، وهي: (التعليم، والصحة، والمياه، والنقل، والزراعة والثروة السمكية، وبناء قدرات المؤسسات الحكومية، إضافة إلى تنفيذ العديد من البرامج التنموية).
ويعكس الحرص السعودي على إغاثة الضحايا والمنكوبين رؤية المملكة النابعة من إيمانها بمبادئ حقوق الإنسان وضرورة إنقاذ الروح البشرية من الهلاك بمختلف الوسائل الممكنة، لذا تجد المملكة دائماً ما تمد جسور الإنسانية من الرياض إلى البلدان المنكوبة؛ سواء من الفيضانات أو الأمطار الغزيرة وتتصدى للكوارث بإرادة صلبة وقوية، ولعل آخرها إعلان حملتين لإغاثة المنكوبين في باكستان والسودان أكبر دليل على ذلك.
ولا شك أن التوجيهات الكريمة لقيادة المملكة في التصدي لهكذا أزمات تكشف بوضوح الدور الإنساني الذي تضطلع به لمساعدة المحتاجين والمتضررين في شتى أنحاء العالم، وتؤكد من جانب آخر عمق العلاقات التي تربط السعودية بمحيطها العربي والإسلامي والعالمي، فمملكة الإنسانية لا يمكن أن تدخر يوماً جهداً على مر التاريخ في سبيل إنقاذ الروح البشرية ومد يد العون والمساعدة لكل محتاج، إذ تحركها مشاعر الأخوّة الإسلامية والإنسانية قبل أي شيء آخر؛ بهدف تفريج كرب المصابين وإغاثة الملهوفين، ونجدة المتضررين.
وعلى مر الأعوام كانت السعودية وستظل مثالاً وأنموذجاً يحتذى في وضع البعد الإنساني على أولوية اهتماماتها مجسّدة من خلاله أعمال البر والخير، ومن هنا تتبوأ الريادة في العمل الخيري على المستوى العالمي من خلال إطلاق العديد من المبادرات والمساعدات؛ إيماناً منها بأهمية الدور الإغاثي والتنموي تجاه ليس فقط شقيقاتها من الدول المتضررة بل لكل الدول المحتاجة، الأمر الذي يجعل من البعد الإنساني إستراتيجية ثابتة في سياسة الرياض الذي لا يتعامل مع الضحايا من منظور إنساني وليس سياسياً كما هو الحال في اليمن، إذ تتواصل الجهود الإنسانية والإغاثية ودعم المستشفيات السعودية في مناطق سيطرة الحوثي، خصوصاً المستشفى السعودي بمحافظة حجة (شمال غربي العاصمة صنعاء) ومستشفى السلام السعودي بمحافظة صعدة الذين لا يزالون حتى اليوم يقدمون خدماتهم للمرضى من اليمنيين.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، شهد العمل الإنساني والخيري تنامياً كبيراً وتطوراً لافتاً بعد تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ليوحد مسيرة العمل الخيري والإغاثي، سواء كان مصدره حكومياً أو شعبياً، ويكون جامعاً للأعمال الإغاثية الخارجية، لترسخ السعودية مكانتها العالمية وحضورها القوي في هذا الشأن عبر تقديم المساعدات على مستوى العالم، ويتضح جلياً عبر ما تقدمه من برامج إغاثية مالية ومادية بسواعد وطنية في مناطق الكوارث والحروب والصراعات، رافعة شعار عمل الخير في العالم أجمع.
وبإطلاق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية عبر منصة «ساهم»، حملته الشعبية بتوجيه مباشر من خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة متواصلة ومستمرة من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يكون هذا المركز أضاف إنجازاً آخر جديداً إلى إنجازاته التي حققها منذ تأسيسه في 2015، فقد بلغت التكلفة الإجمالية حتى اليوم لأعمال المركز نحو ستة مليارات دولار، بمشاريع بلغت 2086 مشروعاً، في حين وصل عدد شركائها من كل القطاعات إلى 175 شريكاً، وبفعل هذا الزخم وتلك المشاريع ومتانة وسرعة الحراك عموماً، استفادت 86 دولة من العمليات التي نفذها المركز، وتمكنت هذه الدول من تخفيف المعاناة التي مرت بها، بسبب تلك المشاريع، والأهم التوجيهات المباشرة والمتابعة التي تأتي من القيادة السعودية لتكلل بنجاح حملات المركز.