وانطلقت الورشة بتعريف الكاتبة في أدب الطفل ناهد الشوا، الهوية بشكلها العام بأنها مجموعة السمات العامة التي تميز حضارة عن غيرها ولها خصائص اجتماعية ونفسية ومعيشية متماثلة، موضحة أن أبرز المفاهيم الإنسانية المعززة لأدب الطفل العربي تتمحور في تدريبه على العدالة والمساواة، والفكر الحر، والإيجابية، والبحث عن المعرفة.
وطرحت الشوا خلال الورشة جملة من التحديات التي تواجه الهوية الإنسانية في أدب الطفل العربي، أبرزها الأمية، وضعف دخل العائل، ومحدودية الوعي بالهوية الإنسانية، وانخفاض الميزانيات للمكتبات المدرسية والعامة، وأخيرًا ندرة البرامج الهادفة في التلفزيون والإذاعة، واضعة عددًا من الاقتراحات التي من شأنها دعم الهوية الإنسانية، ومنها: إعداد قوائم بالقيم الإنسانية ومهارات التفكير من خلال تتبع البحوث التربوية، وتزويد كتّاب الأطفال والناشرين بهذه القوائم، وتقديم برامج إعلامية لها طابع فكري إنساني يقوم عليها خبراء في الأبعاد النفسية والسلوكية للطفل، إضافة إلى مراقبة محتوى ما ينشر للطفل بحيث لا تُنشر أي مفاهيم عنصرية أو غير إنسانية.
يذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة، مكنت زوار معرض جدة للكتاب 2023 من الاستمتاع ببرنامج ثقافي ثري، يشمل 31 ندوة ثقافية و8 محاضرات في جلسات نقاش مع المؤلف في «حديث الكتاب»، و9 عروض مسرحية، وعددًا من الأمسيات الشعرية، وورش العمل، التي يشارك بها نخبة من المختصين في الكثير من المجالات المعرفية، والتطويرية، فيما يستمرّ المعرض في استقبال زوّاره يوميًّا في أجواء مليئةٍ بالأدب والثقافة والمعرفة، حتى السبت القادم 16 ديسمبر الجاري.