بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، اليوم الاثنين، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (استونيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول تزايد الهجمات العنيفة والعنصرية التي تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومجموعات المستوطنين المتطرفين شنها ضد المدنيين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.
وأشار منصور إلى قيام قوات الاحتلال خلال ثلاثة أشهر بهدم 72 مبنى، مما أدى إلى تشريد 78 مواطنًا، من بينهم 47 طفلًا ونحو 15 امرأة، وإلحاق أضرار بـ 357 آخرين، منوهًا إلى أن هناك ما لا يقل عن 218 أسرة فلسطينية، تضم 970 فردًا، من بينهم 424 طفلًا، لديها قضايا إخلاء عالقة حاليًا في المحاكم الإسرائيلية.
ولفت أيضًا الى إعلان إسرائيل، خلال هذا الأسبوع فقط، عن خطط لحملة هدم ضخمة أخرى، وإصدار مئات أوامر الهدم في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، مستخدمةً ذريعتها غير المبررة حول البناء بدون ترخيص، مشيرًا إلى أنه وفقًا لمنظمة “كسر جدار الصمت” الإسرائيلية غير الحكومية فقد قامت إسرائيل برفض ما يقرب من 99% من طلبات تصاريح البناء الفلسطينية على مر السنين، الأمر الذي يجعل من المستحيل على الفلسطينيين بناء مجتمعاتهم وتطويرها.
وشدد منصور على أن هذه السياسات غير القانونية واللاإنسانية تعتبر جزءًا من نمط منهجي منذ عقود من السياسات التي تم صياغتها لفرض بيئة قسرية على المواطنين الفلسطينيين، في انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي والقانون الجنائي الدولي ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، بما في ذلك السياسات والتدابير التي تهدف إلى تغيير الطابع والتكوين الديموغرافي ومكانة مدينة القدس المقدسة.
كما أشار منصور إلى اشتداد عنف المستوطنين المسلحين الذين ينتشرون في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة وينشرون الرعب ويهاجمون الفلسطينيين بينما يتمتعون بالحماية غير المشروطة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. ولفت الانتباه على وجه الخصوص إلى انتشار مجموعات المستوطنين المسلحة في بيتا وحولها، بالقرب من نابلس، حيث تتواجد الجماعات الاستيطانية المتطرفة مثل “ليهافا” و”لا فاميليا” و”تدفيع الثمن” و”شبيبة التلال” والتي تستمر في مهاجمة الأهالي في حملة منسقة لاحتلال جبل صبيح في بلدة بيتا.
ولفت الى استشهاد الفتى الفلسطيني أحمد زاهر بني شمسة (16 عامًا) بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في بيتا.
وفيما يتعلق بقطاع غزة، أشار منصور إلى مواصلة إسرائيل شن غارات جوية على قطاع غزة المحاصر في انتهاك لـ “وقف اطلاق النار” الذي دخل حيز التنفيذ الشهر الماضي، منوهًا إلى قصف أحياء في بيت لاهيا وخانيونس، مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والحقول الزراعية.
وسلط الضوء على نداء “الأونروا” للإنعاش الإنساني الذي يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية فورية لتلبية الاحتياجات الهائلة للأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين عقب العدوان العسكري الإسرائيلي.
وشدد منصور على ضرورة أن يتحمل مجلس مسؤولياته، مؤكدًا أهمية اتخاذ تدابير ملموسة لتنفيذ جميع قراراته.
وأكد ضرورة إنهاء ممارسة إعفاء إسرائيل من القوانين التي يتوجب على الجميع احترامها، منوهًا إلى الأدوات والآليات القانونية الواضحة في القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لضمان المساءلة والعدالة، وداعيًا المجلس والمجتمع الدولي بأسره إلى استخدام هذه الأدوات دون تأخير لإنهاء الظلم التاريخي على شعبنا.