من إندونيسيا إلى الصين.. نكبة جديدة لطائرة “بوينج-737” (صور


03:11 م


الإثنين 21 مارس 2022

كتبت – إيمان محمود

نكبة جديدة تواجهها شركة بوينج الأمريكية، اليوم، بعد أن سقطت إحدى طائراتها التابعة لشركة “إيسترن تشاينا إيرلاينز” الصينية، فوق منطقة ريفية في إقليم جوانجشي، بعدما فقت الاتصال فوق مدينة ووتشهو.
ووفقًا لموقع Flightradar24 كانت الطائرة من طراز 737-800، وعمرها 6 سنوات.
وقالت هيئة الطيران المدني في الصين، إن الطائرة كان على متنها 123 راكبا و9 من أفراد الطاقم، فيما لم يتم الإعلان رسميًا حتى الآن عن عدد الضحايا.
لكن هذه الكارثة ليست الأولى التي تواجهها بوينج 737 ماكس..

طائرة إندونيسيا

بدأت أزمة “ماكس” مع حادث تحطم طائرة في إندونيسيا في 29 أكتوبر من العام 2018، مما أسفر عن مقتل 189 شخصًا.
كانت الطائرة في رحلة تستغرق مدتها ساعة إلى مدينة بانكال بينانج، لكن بعد دقائق من إقلاعها من جاكارتا، طلب الطيار السماح له بالعودة، لكنها سقطت في بحر جاوة قبل أن يفعل.

وبعد الحادث، توصّل تقرير أولي إلى وجود مشكلات تقنية في رحلات سابقة للطائرة، التي كان عمرها ثلاثة أشهر فقط، تتعلق بقراءات سرعة الهواء والارتفاع.
ولهذا السبب استبدل جهاز استقبال تلك القراءات في الطائرة قبل يوم من تحطمها.
وتشير تقارير وسائل الإعلام وقتذاك، إلى أن خطأ في عمل الجهاز ساهم في الحادث، وأدى هذا إلى أن تهوي الطائرة بمقدمتها بسرعة.

2

كارثة أخرى في إثيوبيا

وبعد خمسة أشهر فقط من حادث التحطم الإندونيسي، تسبب النوع نفسه من العطل في تحطم طائرة ماكس في إثيوبيا، كانت تقل ركابًا من 35 جنسية مختلفة.
تحطمت الطائرة الإثيوبية، في 10 مارس 2019، خلال رحلتها رقم “إي تي 302″، أيضا بعد دقائق من إقلاعها، كالطائرة الإندونيسية.
وكانت الرحلة متجهة من أديس أبابا إلى العاصمة الكينية نيروبي وعلى متنها 149 راكبا و8 من أفراد الطاقم، لقوا حتفهم جميعًا.

وفي التقرير الأول عن أسباب تحطم الطائرة، أعلنت وزارة النقل الإثيوبية أن الطيارين اتبعا الإرشادات اللازمة دون التمكن من منع هبوط بوينج هبوطا حادا بشكل متكرر قبل أن تتحطم.

وأكدت أن “هناك الكثير من التوصيات الوقائية التي يجب اتخاذها، لكننا سنقدم اثنتين، الأولى ضرورة تأكد وكالة الطيران من التزام مصنع الطائرة بكل تفاصيل النظام قبل طرح أي طائرة للبيع”.
أما التوصية الثانية، فكانت لشركة بوينج وهي “إعادة النظر بجهاز التحكم”.

3

خسائر فادحة

بعد الكارثتين، قررت بعض الدول تباعًا وقف تشغيل طائرات بوينج، حتى تم وقف تحليقها وبيعها على مستوى العالم أجمع، لتتعرّض الشركة الأمريكية لخسائر فادحة، زاد من فداحتها اجتياح كوفيد-19 العالم.

ففي بداية عام 2021، أعلنت بوينج، تسجيل خسائر قياسية في 2020، بسبب كورونا وكارثة طائرات 737 ماكس.
وقالت إن صافي خسائرها في العام الماضي وصل إلى أكثر من 11.9 مليار دولار، مقابل خسائر بقيمة 636 مليون دولار في عام 2019.
كما تسببت التأخيرات في موديل 777 إكس وحدها في خسائر بأكثر من 5 مليارات.

وفي العام ذاته، وافقت الشركة على دفع مبلغ 2.5 مليار دولار لتسوية تحقيقات جنائية أمريكية بشأن اتهامها بـ”إخفاء معلومات عن مسؤولي السلامة تتعلق بتصميم طائراتها طراز 737 ماكس”.

وقالت وزارة العدل الأمريكية إن الشركة اختارت “الربح بديلا عن الصراحة والوضوح”، على نحو أعاق فحص طائرات تسببت في وقوع حادثين مميتين.
وبحسب الاتفاق، من المُقرر أن يُخصص نحو 500 مليون دولار لعائلات ضحايا الحادثين.
وقالت بوينج إن الاتفاق يقر بمدى “إخفاق” الشركة.

وقال ديفيد كالهون، الرئيس التنفيذي للشركة: “أعتقد بشدة أن إبرام هذه التسوية هو الشيء الصحيح بالنسبة لنا، إنها خطوة تعترف على نحو مناسب بمدى تقاعسنا عن الوفاء بقيمنا وتوقعاتنا”.
وخلال العام 2021، بدأت بعض الدول تُعيد تشغيل طائرات بوينج 737، ومن بينهم إثيوبيا، والصين التي واجهت حادثها الأليم اليوم.