11:22 م
الأربعاء 15 سبتمبر 2021
سوهاج – عمار عبدالواحد:
حرمانها من أسرتها التي تركتها بمفردها بإحدى القرى التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج وهاجرت جميعها إلى محافظة القاهرة بحثًا عن الرزق، لم يمنعها من تحقيق حلمها والتحاقها بكلية الطب البشري جامعة سوهاج.. ورغم ظروف قاسية جمعت بين “الاجتماعية والاقتصادية” عانتها أماني أحمد أبو زيد، الطالبة بالفرقة الثانية بكلية الطب البشري جامعة سوهاج، إلا أنها تغلبت عليها بحرصها الدائم على مذاكرة دروسها وتفوقها.
تقول “أماني”: “كان طموحي منذ أن التحقت بفصول مدرسة صديقة الفتيات بالصوالح التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج عندما كنت في السابعة من عمري هو الالتحاق بكلية الطب البشري، لأعالج المرضى من أبناء قريتي والقرى المجاورة، وجعلتها هدفي الوحيد أنظر إليه كلما تطرق اليأس إلى قلبي، بسبب ظروف أسرتي الاجتماعية والاقتصادية”.
وأكدت أنها فخورة بتفوقها والتحاقها بكلية الطب البشري رغم صعوبة الظروف المادية لأسرتها، خاصة أن جميع أفراد أسرتها تركوها وحيدة تقيم مع أسرة عمتها قبل امتحانات الشهادة الإعدادية، وسافروا إلى عزبة النخل بالخصوص لعمل الوالد هناك.
“رفضت أسافر مع والدي ووالدتي وأشقائي للإقامة بالقاهرة وفضلتُ البقاء لإتمام دراستي في مسقط رأسي”.. تحدثت الطالبة ابنة قرية الصوالح عن إصرارها البقاء في قريتها والعيش مع أسرة عمتها، مضيفًة أنها تحلُم بِلمِ شمل أسرتها والعودة مرة أخرى إلى محافظة سوهاج، حتى تشعر بالعطف والحنان الأسري بين والديها وأشقائها، مناشدة أهل الخير وجمعيات المجتمع المدني ببناء منزل أسرتها المشيد بالطوب الأبيض والمسقوف بالبوص وأفلاق النخيل، والذي أصبح يهدد حياة حتى المارة بجواره أو المحتمين بِظله، لافتة أن والدها قارب الستين من عمره وأصبح غير قادر على العمل باليومية في مجال الصرف الصحي، وأنها تطمح أن تُريحهُ فيما تبقى من عمره، تكريمًا له وعرفانًا منها بما بذله معها من مجهود حتى التحقت بكلية الطب.
وعن أفراد أسرتها قالت “أماني” إن لديها شقيقين ذكور و3 شقيقات، أحدهم تسرب من التعليم في بداية المرحلة الإعدادية ليساعد والده في الإنفاق على الأسرة، ويدرس حاليًا في الصف الثاني الإعدادي “منازل”، وأصغرهم في الصف الرابع الابتدائي.
وكرمت الوحدة المحلية لمركز ومدينة طهطا برئاسة الدكتورة فريدة سلام، ومديرية التربية والتعليم بسوهاج، الطالبة أماني، لتفوقها وقصة كفاحها.