من بغداد إلى أربيل.. الفشل يطارد «قاآني»

فيما تواجه قوى «الإطار التنسيقي» الموالية لإيران أوضاعا سياسية صعبة على خلفية خسارتها الانتخابات البرلمانية الماضية وتراجع حظوظها في المشاركة في الحكومة العراقية الجديدة، لا يزال الفشل يطارد قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني، الذي يسعى عبر جولات مكوكية بين بغداد وأربيل إلى محاولة إلحاق الموالين لطهران بقطار مقتدى الصدر.وبعد إخفاقه في جمع شتات «القوى الولائية»، خلال زيارة لبغداد والنجف في محاولة لإقناع زعيم التيار الصدري بضم الخاسرين إلى تحالف تشكيل الحكومة، عاود الكرة مجددا لكن هذه المرة من عاصمة كردستان عله يجد ضالته في جبالها.

قاآني الذي وصل أربيل (الأحد) في زيارة غير معلنة، التقى الزعيم الكردي مسعود بارزاني وعددا من قادة الحزب الديموقراطي الكردستاني. وتطرق النقاش إلى أزمة «الإطار التنسيقي»، الذي يبتعد يوما بعد يوم عن تركيبة المشهد السياسي الجديد في العراق.

وكشفت مصادر عراقية موثوقة أن الصدر أبلغ قاآني خلال لقائهما باستعداده للتفاوض مع قوى الإطار وحلحلة خلاف القطيعة في حال إبعاد رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي.

ورغم الضغط الإيراني إلا أن محصلة تحركات مبعوث الملالي تبدو «صفرية» حتى الآن، على خلفية فشله في التقريب بين الصدر والقوى الخاسرة، ما دفع قاآني إلى التوجه صوب أربيل، وهو ما فسره مراقبون بأنه مسعى للضغط على الحزب الديموقراطي الكردستاني للتراجع عن تحالفه مع الصدر للضغط على زعيم التيار الصدري بالشراكة مع «الإطار»، مؤكدين أن طهران تدرك أن تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية سيكون بمثابة الضربة الموجعة لها ولمواليها ومليشياتها في العراق.

في غضون ذلك، كشفت مصادر موثوقة أن اجتماع النجف الذي استمر نحو الساعة أخفق في حلحلة شروط الصدر بشأن تشكيل حكومة الأغلبية الوطنية. وأفادت بأن رئيس البرلمان محمد الحلبوسي ورئيس إقليم كردستان نيجرفان بارزاني ورئيس تيار «تمدد» خميس الخنجر، عرضوا مقترحات لحل الخلاف، إلا أن الصدر تمسك بمطلبه باستبعاد زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. ولفتت المصادر إلى أن زعيم التيار الصدري أبدى استعداده للحوار مع المعارضة الوطنية. ودعا في تغريدة عقب الاجتماع أمس، إلى وقف ما وصفه بـ«الإرهاب ضد الشعب والشركاء». وقال: «ما زلنا مع تشكيل حكومة أغلبية وطنية، ونرحب بالحوار مع المعارضة الوطنية».