“من قتل شيرين أبو عاقلة ؟”.. نيويورك تايمز: هذه أفضل وسيلة ممكنة لإثبات الحقائق

قالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية إنه قد مضت 3 أسابيع على مقتل الزميلة شيرين أبو عاقلة برصاص الاحتلال الإسرائيلي، من دون فتح تحقيق خارجي رسمي وغير متحيز، رغم موجة الغضب الدولي ودعوات وزارة الخارجية الأمريكية ومنظمات حقوق الإنسان وجهات أخرى.

ومضت في مقال بعنوان “من قتل الصحفية شيرين أبو عاقلة؟” إلى أن العالم يعرف القليل جدًّا عن المسؤول عن موتها، موضحة أن عائلة الشهيدة وزملاءها وكل من يهتم بحرية الصحافة ويراها ركيزة للديمقراطية “يستحقون أكثر من ذلك بكثير”، وأن أفضل وسيلة ممكنة لإثبات الحقائق هي “إجراء تحقيق مستقل”.

وقالت إنه بعد يومين من اغتيالها، تم الإعلان عن نتائج تحقيقين أوليين، واتهمت السلطة الفلسطينية جنودًا إسرائيليين باستهداف الزميلة شيرين أبو عاقلة (51 عاما)، في حين قال الجيش الإسرائيلي إن “هناك دائمًا خطر إصابة غير المقاتلين خلال اشتباك مسلح”.

تعتيم الاحتلال
ونقلت الصحيفة عن جيش الاحتلال أن “الرصاصة القاتلة ربما تكون ناتجة عن نيران فلسطينية عشوائية أو قناص إسرائيلي”، وأشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن “الصحفيين أهداف مشروعة”.

واعتبرت (نيويورك تايمز) أن هذا التعليق يُظهر أن إسرائيل “ترفض الدور الحاسم الذي يلعبه الصحفيون الشجعان والمستقلون مثل شيرين أبو عاقلة وآخرين في أن يكونوا شهودًا على العنف والتصعيد الذي حدث في الأسابيع الأخيرة”.

وأضاف المقال أن (سي إن إن) وغيرها من المؤسسات الإخبارية بدأت تحقيقاتها الخاصة، وبعد مراجعة مقاطع الفيديو وشهادات الشهود وتحليل الطب الشرعي الصوتي للطلقات النارية، ذكرت شبكة سي إن إن، أن الأدلة تشير إلى أن “شيرين أبو عاقلة قُتلت في هجوم مستهدف من قبل القوات الإسرائيلية”.

وقالت إن الشهود ومقاطع الفيديو قدمت أدلة جديدة “على أنه لم يكن هناك قتال نشط ولا أي مسلحين فلسطينيين بالقرب من شيرين أبو عاقلة في اللحظات التي سبقت اغتيالها”.

وقالت نيويورك تايمز إن “إسرائيل ردت بحدة، في خطاب أمام المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس في 25 مايو/أيار”، ورفض الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتزوغ تقرير سي إن إن، قائلًا إنه “يستند إلى حقائق مزيفة”.

واعتبر المقال أن ذلك يزيد من أهمية المحاسبة الكاملة والدقيقة، معتبرًا أن أفضل وسيلة ممكنة لإثبات هذه الحقائق هي “إجراء تحقيق مستقل تجريه مجموعة بمشاركة أمريكية وإسرائيلية وفلسطينية”.

مآس مماثلة
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن المراسلين يدركون المخاطر الكامنة في تغطية النزاعات المسلحة، وهم يعلمون أن الجيوش ليست حريصة على تعريض مهامها العنيفة للتدقيق العام.

واستدركت بأن “عمل الصحفيين ضروري للمساءلة العامة عن أفعال جيش أي بلد، ولا يمكن للصحفيين القيام بعملهم إذا تم استهدافهم دون عقاب من قبل أي طرف في النزاع”، مشددة على أن “إسرائيل بحاجة إلى معالجة الأمر وفعل ما يمكن فعله لتجنب مآس مماثلة”.

ومضى المقال إلى أن “معرفة ما حدث بالفعل في مخيم جنين للاجئين أمر مهم بعيدًا عن الضفة الغربية؛ إذ ستساعد هذه الحقائق في تعزيز الرسالة إلى الحكومات والقوات بأنه يجب حماية غير المقاتلين في منطقة النزاع”.

وأشار إلى أن الزميلة التي عملت مع قناة الجزيرة مدة 25 عامًا، اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة، صباح 11 مايو/أيار لتغطية عملية لجيش الاحتلال في مخيم جنين.

وأضافت الصحيفة أنها كانت ترتدي خوذة وسترة واقية زرقاء اللون مكتوب عليها “PRESS” بأحرف كبيرة، عند ما وقفت بالقرب من مدخل المخيم مع مجموعة من الصحفيين الآخرين.

سلامة الصحفيين
وقال المقال إن الشهيدة كانت “مشهورة جدًّا” بين الجماهير الناطقة بالعربية لدرجة أن الحشود كانت تجتمع لمشاهدة أعمالها.

وتابع “استشهدت شيرين أبو عاقلة، وهي مواطنة أمريكية أيضًا، بعيار ناري في الرأس، كما أصيب الصحفي علي السمودي، الذي كان يرتدي سترة واقية من الرصاص بطلق ناري في ظهره ونجا”.

واستند المقال إلى قاعدة بيانات تحتفظ بها لجنة حماية الصحفيين غير الربحية، يفيد بأن 511 صحفيًّا قُتلوا بين عامي 1992 و2022 في تبادل إطلاق النار أو في مهام خطيرة، 347 منهم في الحروب.

وأكد أن أعمال الزميلة شيرين أبو عاقلة كانت نموذجًا للتقارير الشجاعة والصادقة للعديد من الصحفيين الطموحين، بما في ذلك العديد من النساء.

وخلص إلى أن أفضل تكريم لحياتها وعملها هو التأكد من أن موتها لن يتلاشى في ضباب الكراهية والاتهامات، بل سيعمل على ضمان سلامة جميع الصحفيين الذين يسعون لاختراق ذلك الضباب.