04:04 م
الإثنين 20 سبتمبر 2021
الفيوم – حسين فتحى:
عادات وتقاليد تأصلت لدى بعض الأسر التى تنتمي للقبائل العربية، بعضها جيد وبعضها يحتاج للمراجعة مثل عادة عدم تعليم البنات، التي تمردت عليها “لبنى” حتى حصلت على درجة علمية مرموقة.
لبنى صالح عبد المولى سليمان، فتاة من قبيلة الرماح، إحدى القبائل العربية بمحافظة الفيوم، حيث كان والدها عمدة قرية “المحمودية” التابعة لمركز إطسا في الفيوم، دخلت التحدي منذ التحاقها بفصول محو الأمية حتى نالت درجة الدكتوراه.
تقول “لبنى”: “كان لقبيلة الرماح عادات وتقاليد لا يمكن تجاوزها أو الخروج عنها، ومن هذه العادات “منع البنات من التعليم” خوفًا عليهن بسبب المسافة بين القرية ومدينة الفيوم، حيث القرية تقع بالقرب من وادي الريان، في الصحراء الغربية، تقطعها السيارة فى 3 ساعات”.
وتضيف لبنى: “عندما بلغ عمري 12 عاما، جرى افتتاح فصل لمحو الأمية وتعليم الكباربقريتي، ما دفعني للالتحاق بالفصل وكان ذلك فى عام، 1998 وفي خلال 12 شهرًا تعلمت خلالها القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، وحصلت علي شهادة محو الأمية عام 1999”.
بعدها بعام صدر قرار بأحقية الحاصلين على محو الأمية في الالتحاق بالإعدادية واستكمال تعليمهم إن أرادوا ذلك، وتقول “لبنى”: التحقت بالصف الأول الإعدادي منازل. وقضيت فترة الدراسة بالمنزل واذهب فقط لأداء الامتحانات بالمدرسة، وحصلت على شهادة الإعدادية بنظام المنازل بتفوق.
وتابعت: التحقت بالثانوية العامة في القرية المجاورة، وانتظمت في الدراسة، وكان أول يوم لي في الصف الأول الثانوي هي المرة الاولى التي اذهب فيها للمدرسة وانتظم وأحضر الحصص مع الطلاب، وفرحت بذلك كثيرا، وبتوفيق من الله نجحت في الثانوية العامة بتفوق، وحصلت على المركز الأول على القسم الأدبي على مستوى المدرسة وبمجموع 97%.
وأكملت لبنى: التحقت بكلية الآثار جامعة الفيوم وواصلت مسيرتي، وحصلت على الليسانس في الآثار الإسلامية بتقدير جيد جدا، ثم قررت مواصلة تعليمى لأحقق حلمي في أن أحصل على الدكتوراة.
واختتمت الدكتورة لبنى حديثها: حصلت على درجة الماجستير في الآثار الإسلامية عام ٢٠١٧، وفي مايو ٢٠٢١، حصلت على درجة الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في الآثار الإسلامية من كلية الآثار جامعة الفيوم، مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات الأخرى. وحققت بذلك حلمي في أن أصبح “الدكتورة لبنى صالح عبد المولى سليمان”.