من هو الشهيد معتز الخواجا منفذ عملية “ديزنغوف”؟

“حبيب الجميع”، هذا ما قاله الشيخ صلاح الخواجا من قرية نعلين غربي رام الله، واصفا ابنه “المعتز بالله” بعد الإعلان عنه منفذا لعملية شارع “ديزنغوف” في تل أبيب مساء أمس الخميس.

وقف الوالد -وهو شخصية معروفة في منطقة رام الله وسط الضفة الغربية- وقد بدت عليه آثار الصدمة رغم تماسكه بعد تعرف العائلة على ابنها من صور نشرها الاحتلال بعد إعدامه، وقال “كان خلوقا هادئا متدينا يحرص على أداء الصلاة في المساجد، وما قام به رد فعل طبيعي لأي فلسطيني يرى هذه المجازر”.

لم يختلف وصف المقربين من الشهيد المعتز بالله (23 عاما) أو ممن عرفوه عما قاله والده، فقد عُرف في القرية بهدوئه وأخلاقه العالية كما يقول ابن عمه محمد الخواجا، مضيفا “كل من يتعامل مع المعتز يلاحظ كم هو هادئ وخلوق ومحبوب من الجميع في العائلة والقرية”.

ومحمد -الذي كانت تغلبه دموعه بالحديث عن المعتز بالله- قال إنه التقاه قبل أسبوع في حفل خطوبة شقيقه، ولم يُظهر أي شيء، وكان يضحك ويتفاعل مع الجميع كعادته، مضيفا “أكثر ما يميز معتز سماحة وجهه وابتسامته الهادئة”.

وذكرت مصادر محلية أن المعتز بالله تمكن من الوصول إلى تل أبيب بعد اجتياز “فتحات” في الجدار الفاصل بين قريته الواقعة على الحد الفاصل بين الضفة الغربية ومناطق الداخل المحتل عام 1948.

عائلة ذات تاريخ وطني
ولد المعتز بالله الخواجا عام 2000 في قرية نعلين، وهو الابن الثالث لعائلة لها تاريخ طويل في العمل الوطني بمواجهة الاحتلال، فوالده الشيخ صلاح الخواجا (51 عاما) من قيادات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الضفة الغربية، واعتقل عدة مرات في سجون الاحتلال وتعرض للملاحقة والمطاردة لسنوات.

ويعد الشيخ صلاح الخواجا من رجال الإصلاح في المنطقة، كما كان واحدا من مئات النشطاء الفلسطينيين الذين أبعدتهم إسرائيل إلى مرج الزهور في جنوب لبنان بداية التسعينيات.

اعتقالات من الصغر
درس المعتز بالله في مدارس القرية، لكنه لم يستطع إكمال دراسته بسبب اعتقاله في سجون الاحتلال قبل أن يكمل الـ17 من عمره، ثم تعرض للاعتقال 3 مرات لاحقا، آخرها لمدة 22 شهرا، وأفرج عنه عام 2020.

عمل المعتز بالله بعد الإفراج عنه في محل للأدوات المنزلية، وهو ما جعله معروفا لجميع القرية، وبحسب ابن عمه فقد كان يخطط لبناء منزل والزواج.

وتداول نشطاء على مواقع التواصل آخر فيديو نشره الشهيد على حسابه في فيسبوك قبل وقت قصير من عملية إطلاق النار التي نفذها في شارع “ديزنغوف” الشهير وسط تل أبيب وأدت إلى إصابة 4 اسرائيليين على الأقل، بينهم جريح بصورة حرجة.

ويظهر المعتز بالله جالسا في مقهى وقد أرفق قصته على فيسبوك بتسجيل دعوي يذكّر بآيات تحض على الجهاد في سبيل الله.

اعتداء وتهديد عائلته
وبعد ساعتين من العملية اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل الشهيد ومنازل أقاربه الواقعة في المنطقة الغربية من القرية، وقامت بتخريب وتكسير محتوياتها.

وقال رئيس بلدية نعلين يوسف الخواجا للجزيرة نت إنه فور الإعلان عن اسم “المعتز بالله” منفذا لعملية تل أبيب تجمعت قوات كبيرة من جيش الاحتلال على مداخل القرية، وبعد ساعتين قامت باقتحامها ومداهمة المنزل.

وفور الاقتحام قام جنود الاحتلال بتفريق النساء عن الرجال والتحقيق الميداني مع كل أفراد عائلته بشكل منفرد وتهديدهم بهدم المنزل على من فيه.

واستمر اقتحام القرية أكثر من 6 ساعات استعان الاحتلال خلالها بقوات إضافية وجرافة عسكرية، وعند الساعة الخامسة والنصف صباحا قامت بالانسحاب بعد اعتقال والده وشقيقه الأكبر محمد (28 عاما) بعد الاعتداء عليه بالضرب بصورة وحشية.

وقال رئيس البلدية إن الاحتلال كان ينوي هدم المنزل لكنه تراجع عن ذلك كونه يقع في الطابق الأول من عمارة عائلية لوالد الشهيد وأعمامه، واكتفى بوضع علامات في محيط المنزل بالكامل تمهيدا لهدمه داخليا.

ورغم الهدوء الذي يتمتع به المعتز بالله وتحدث عنه الجميع فإن أقاربه لم يستغربوا ما قام به من “انتقام لدماء الشهداء الذين قتلتهم إسرائيل في جنين” خلال الأيام الماضية، فهذه العملية وغيرها يمكن أن تكون “ردة فعل أي شاب فلسطيني غير معتز” كما قال ابن عمه.

الجزيرة نت