من يسير «الدرون».. ياجورج؟

الحوثيون يدافعون عن أنفسهم!

المسيرات تتوجه إلى مكة وأرامكو دفاعا عن اليمن!

بشار الأسد ليس مجرما هو في حالة حرب!

وربما يقول في الغد: حسن نصرالله حمامة السلام في لبنان!

هذه مواقف حقيقية لوزير إعلام لبنان اليوم، وليست مجرد تكهنات، لبنان الذي لم يعد لبنان الذي نعرفه، حيث بات منهوبا على يد عصابات وأحزاب توغلت حتى داخل الإعلام والإعلاميين، ليصبحوا ناطقين باسم الأحزاب، لا الأوطان.

هذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها جورج قرداحي في الحضيض ويصبح مادة لكل الناشطين والإعلاميين، لقد كانت السقطات أكبر وأكثر، منذ طرده من مجموعة «MBC» حين انضم إلى قائمة الإعلاميين والمنحازين للقتل في سورية، وبعدها كان سقوطه على الملأ، باعتباره سفاح دمشق بشار الأسد رجل العام 2018، كانت هذه أولى السقطات، لكنها اليوم تتوالى بعد ما اعتبر أن إرهاب الحوثيين ضد المملكة العربية السعودية والطائرات المسيرة التي تستهدف المدنيين دفاعا عن النفس.

لا جديد في الخط الجوهري الحقيقي لشخصية جورج قرداحي المتسلقة، فالرجل الذي يرى في بشار أنه يدافع عن نفسه ضد شعبه، من الطبيعي أن يرى أن الحوثيين يدافعون عن أنفسهم، فملة الكذب واحدة، فهو منذ أن أصبح منبوذا في مجموعة MBC بات يظهر الكراهية وينكر المعروف عن سنوات من العمل أمضاها في دول الخليج، التي صنعت منه إعلاميا، إلى أن أصبح وزيرا في لبنان.

هذا النوع من «القرداحية» الناكرة؛ باتت مدرسة واسعة في العالم العربي تتلمذت على الانتهازية والسقوط الأخلاقي لقضايا العرب والمسلمين، وتظهر في أول اختبار لها كما حدث مع قرداحي الذي انحاز لآلات القتل والتخريب منذ البداية، لكن الخطورة في تولي مثل هذه الشخصيات مواقع حكومية، هنا تحدث الأزمات على مستوى أوسع، ولعل لبنان العربي التاريخي الآن في أصعب مراحله السياسية، كون الحكومة ومقاعد الوزارة باتت مخترقة ومستباحة من تيارات وأحزاب وشخصيات لا تنتمي إلى العمق العربي، وبكل تأكيد وجد قرداحي في وزارة الإعلام أنصع دليل على الشجرة اللبنانية «المنخورة».

عرفت شخصية قرداحي بالانتهازية والكذب والنفاق، طوال عمله، ولم يعد بالإمكان إخفاء هذه المواصفات بعد الانقسامات السياسية في المنطقة واندلاع موجة ما سمي بـ«الربيع العربي»؛ لذا سقطت الكثير من الأقنعة الإعلامية والأيديولوجية. ثمة من يقول لا يوجد شخص يتغير، بل هناك شخص ينكشف على حقيقته، هذا ملخص شخصية قرداحي «الحربائية»، الذي بات بوقا لتخريب العلاقات العربية والانتقام، ليتخذ من وزارته منصة انتقام رخيصة هو الخاسر الأول فيها.. فمن يعاقب قرداحي!؟ إنه يستحق العقاب حقا.