على الرغم من المأزق الذي يواجه رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة، وتمسك قادة اليهودية الصهيونية، وحركة شاس بمواقفها في ما يتعلق بوزارة الأمن والمالية والأمن الداخلي.
ذكرت تقارير إسرائيلية، أن كتلة اليمين التي ستتشكل منها الحكومة الجديدة، ستتغلب على خلافاتها،وأن المأزق سيتبدد خلال الأسابيع المقبلة.
وفي تقرير لموقع واللا الاخباري قال، ان نتنياهو اعتاد على ضم أحزاب ما يسمى يسار، إلى حكوماته السابقة، لصد ضغوط متوقعة من جانب واشنطن وعواصم غربية أخرى، وكذلك من أجل لجم خطط استيطانية كبيرة، ومخططات ضم مناطق من الضفة، كالتي يسعى إليها سموتريتش وبن غفير وعدد ليس قليل من قيادة الليكود. ولذلك يتوقع أن يواجه نتنياهو أزمات داخل حكومته بعد تشكيلها أيضا.
ومع ذلك ستبقى الحكومة المقبلة اشد خطورة من الحكومات السابقة، وتتسابق مع الزمن من أجل توسيع الاستيطان.
ونقلت صحيفة هآرتس أن اهتمام وزراء الأمن السابقين كان منصب بالأساس على القضايا الإستراتيجية، مثل، الدفاع عن أمن الدولة، تجهيز الجيش للحرب، إيران، لبنان، حزب الله، غزة والضفة، وسموتريتش لا يركز اهتمامه على قضايا كهذه، وإنما على توسيع الاستيطان بالأساس.
وبناء على ذلك وقع نتنياهو اتفاق مع رئيس حزب عوتسما يهوديت، إيتمار بن غفير، على شرعنة البؤر الاستيطانية خلال 60 يوما بعد تشكيل الحكومة، وتضمين هذه التفاهمات في الاتفاقيات الائتلافية.
في ظل سعي نتنياهو الحثيث لتشكيل الحكومة مع شركاؤه في كتلة اليمين، لم يتخلى عن خداعه ونشر الاكاذيب وقبل أن يتمكن من تشكيل الحكومة جدد تحريضه على الفلسطينيين، وتكرار اتهاماته لهم، وأنهم غير معنيين بإحلال السلام، ولا يرغبون في دولة تعيش إلى جانب إسرائيل.
جاءت تصريحات نتنياهو في كلمة له عبر الفيديو بثت، يوم السبت الفائت ، أمام أعضاء مؤتمر التحالف الجمهوري اليهودي، في الولايات المتحدة، وأن الفلسطينيين لا يرغبون في دولة تعيش إلى جانب إسرائيل، بل إنهم يريدون دولة تعيش لوحدها وبدلا من إسرائيل.
تصريحات نتنياهو تعبر عن موقفه الرافض لأي مسار سياسي والبدء بمفاوضات مع الفلسطينيين، وهي محاولة للتهرب من المسؤولية بشأن أي أفق سياسي، وعدم ايمانه بما يسمى حل الدولتين، وتحميل الفلسطينيين المسؤولية عن الفشل.
وما يشجعه على ذلك الموقف الامريكي والاوروبي، المتناهي مع إسرائيل وعدم الضغط عليها، والتعامل مع حل الدولتين كتوصية غير ملزمة لأي طرف.
وينصب جهد نتنياهو على عقد المزيد من اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية والإسلامية، فهو يعتبر نفسه صاحب الانجاز والفصل في توقيع الاتفاقيات الإبراهيمية.
لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، ويروج لاحتمال توقيع معاهدة سلام جديدة مع السعودية،
كغاية إستراتيجية مركزية، خلال ولاية حكومته الجديدة، مع أن الطريق نحو تطبيع مع السعودية لا تزال صعبة ومقرونة بتنازلات للفلسطينيين، لن يوافق عليها سموتريتش وبن غفير، حسب موقع واللا،
الاسبوع الماضي قمت بترجمة مقال للكاتب الإسرائيلي افي رام تسورف حول نتائج الانتخابات الاخيرة وأنها المعركة على اعادة توزيع ثمار الفوقية اليهودية، وان صعود قوة الصهيونية الدينية والفئات الاجتماعية التي تمثلها، هي تعبير عن حالة من تحول في توازنات القوة داخل مجتمع المستوطنين.
وهذا يتضح فيما يسمى خطة الحسم، واصرار قادة كتلة الصهيونية الدينية على تولي وزارات الامن والاسكان والمواصلات، والتركيز على ثلاث مناطق جغرافية تشكل مسرحا لهذه التحولات وهي مناطق (ج) والمستوطنات في الضفة الغربية والجليل والنقب.
خطط الصهيونية الدينية وغيرها من تحالف يضم حكومة يمين ويمين ديني متطرف. ومعارضة كانت حكومة، لا تقل مواقفها خطورة عن الحكومة المقبلة، والسعي لحسم الصراع وضم الضفة الغربية، وتحريض نتنياهو وموقفه من حل الدولتين وتدميره وشطبه من جدول اعماله
يستدعي ذلك من قيادة الفلسطينيين في الداخل المحتل، ومن القيادة الفلسطينية، العمل بطرق ووسائل مختلفة، وعدم الانتظار أكثر من ذلك.
وفي ضوء ذلك لم يتبق أمام الفلسطينيين خاصة السلطة والقيادة الفلسطينية وقت فهي تعاني الضعف والانهيار والغضب الشعبي المتزايد ضدها، وما تريده منها إسرائيل العمل كوكيل أمني.
نحن أمام دولة احتلال عسكري ونظام فصل عنصري. سيجد نتنياهو الحلول لتفكيك المأزق مع كتلته اليمينة، والسؤال من سينهي المأزق الفلسطيني المستمر وربما سيستمر اذا ما لم يتحرك الفلسطينيين بسرعة لمواجهة هذا الخطر.
بات على الفلسطينيين العمل وفق رؤية وإستراتيجية وطنية موحدة وجامعة، واتمام الوحدة الوطنية، واعادة بناء المؤسسات الفلسطينية.