الاجتماع الافتراضي الذي استمر ساعتين ونصف الساعة، قاده من الجانب الأمريكي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، في حين حضر من إسرائيل وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي تساحي هنغبي، وشارك في اللقاء العديد من مسؤولي الدفاع والسياسة والاستخبارات من كلا الجانبين.
ووصف مصدران الاجتماع بأنه كان عمليا وبناء، فعلى الرغم من خلافاتهما، أجرى الجانبان مناقشة جادة بهدف التوصل إلى تفاهم وليس مجرد حديث عن الملف. ولفت المصدران إلى أن جزءا كبيرا من اللقاء ركّز على كيفية إجلاء أكثر من مليون فلسطيني في جنوب مدينة غزة، حيث كررت إدارة بايدن قلقها من أن يؤدي الإخلاء السريع وغير المنظم إلى «كارثة إنسانية».
وأضاف أن الجانب الإسرائيلي قدم أفكارا عامة بشأن إجلاء المدنيين، معتبراً أن التنفيذ قد يستغرق أربعة أسابيع على الأقل وربما أطول اعتمادا على الوضع على الأرض، وهو ما وصفه الجانب الأمريكي بأنه تقدير غير واقعي، وابلغ الإسرائيليين بأنهم يقللون من صعوبة المهمة.
وكشفت المصادر أن المسؤولين الأمريكيين أبلغوا نظراءهم الإسرائيليين أن الأزمة الإنسانية في غزة التي تدهورت خلال الأشهر الخمسة الماضية، لا تخلق ثقة في قدرة إسرائيل على إجلاء فعال ومنظم للمدنيين من رفح.
وقدر مسؤول أمريكي حلال الاجتماع إن عملية الإخلاء المخطط لها والمدروسة بشكل مناسب قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أشهر. وأضاف: من الواضح للجميع أنه سيتعين علينا إيجاد حل وسط هنا.
وحذّر سوليفان الإسرائيليين من أن منظمة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) قد تصدر في الأسابيع القليلة القادمة إعلانا عن المجاعة في غزة، مشدداً فيما إذا حدث ذلك فسيكون هذا هو الإعلان الثالث فقط من نوعه في القرن الحادي والعشرين. ولا يتفق الإسرائيليون مع القول بأن غزة على حافة المجاعة، زاعمين أن هذه «معلومات كاذبة»، وهو ما رفضه الجانب الأمريكي.
وبحسب المصادر، قدّمت الولايات المتحدة أفكارها الأولية لنهج بديل لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح، تشمل عزل المنطقة عن بقية قطاع غزة، وتأمين الحدود بين مصر وغزة، والتركيز على استهداف كبار قادة حماس، وتنفيذ غارات بناء على معلومات استخباراتية، مشددة في الرسالة الرئيسية التي قدّمتها على أنه بينما تحتاج حماس إلى الهزيمة في رفح، يحتاج الجيش الإسرائيلي إلى العمل بشكل أبطأ وبكثافة أقل مما فعل في مدينة غزة وخان يونس.