ميديل إيست آي: حماس “لن تقف مكتوفة الأيدي” بعد اقتحام الأقصى

حذرت حركة حماس الفلسطينية، إسرائيل من أنها “لن تقف مكتوفة الأيدي” إذا قام وزير الأمن الجديد إيتمار بن غفير بزيارة المسجد الأقصى كما قام بالفعل يوم الأحد.

ونشر بن غفير تغريدة على تويتر رداً على التقرير، مستخدما الاسم العبري للموقع المقدس: “أشكر وسائل الإعلام على الاهتمام بقضية زيارات الحرم القدسي، في الواقع، الحرم القدسي هو موضوع مهم”.

وردا على ذلك، ورد أن حماس، التي تحكم قطاع غزة المحاصر، أبلغت إسرائيل عبر مصر يوم الاثنين، أن حكومة بنيامين نتنياهو الجديدة ستواجه عواقب إذا قام بن غفير بالزيارة، وفقاً لموقع ” ميدل إيست آي”، الذي أشار، أيضاً، استناداً لعدة تقارير، إلى أن حماس “لن تقف مكتوفة الأيدي” إذا ذهب بن غفير إلى الموقع، وهو من أقدس المواقع في الإسلام، منتهكا اتفاقية حظر غير المسلمين من دخول الأقصى دون إذن.

وقال المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القنوع في وقت سابق يوم الاثنين، إن الزيارة المزمعة هي “مثال آخر على غطرسة حكومة المستوطنين وخططهم المستقبلية لإلحاق الضرر بالمسجد الأقصى وتقسيمه”.

وأضاف: “المقاومة الفلسطينية لن تسمح لحكومة الاحتلال الفاشي الجديد بتجاوز الخطوط الحمراء والتعدي على شعبنا ومقدساتنا”.

وزعمت حكومة بنيامين نتنياهو السادسة، الإدارة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، أن سياستها التوجيهية الرئيسية ستكون أن “للشعب اليهودي حق حصري لا جدال فيه في جميع مناطق أرض إسرائيل”.

وأكدت الحكومة يوم الأربعاء مستخدمة الأسماء الإسرائيلية للضفة الغربية المحتلة على أنها “ستروج وتطور المستوطنات في جميع أنحاء أرض إسرائيل في الجليل والنقب والجولان ويهودا والسامرة”. ولم تقل الكثير عن سياستها تجاه غزة.

تضم الحكومة الجديدة نوابا من حزب الليكود والفصائل الصهيونية اليمينية المتطرفة والأحزاب الأرثوذكسية المتطرفة، الذين يشغلون معا 64 مقعداً من مقاعد البرلمان البالغ عددها 120 مقعداً.

وإلى جانب محاولة ضم مساحات شاسعة من الضفة الغربية المحتلة، من المتوقع أن يحاولوا توسيع المستوطنات غير الشرعية والسماح لليهود بالصلاة في المسجد الأقصى.

غزة لا يمكن أن تبقى صامتة
وبحسب ما ورد في تقرير” ميدل إيست آي”، فإن الطريقة التي قد ترد بها حماس هي موضع تكهنات شديدة. وبالنسبة لمخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة فإن “المواجهة حتمية”.

وأضاف أبو سعدة للموقع أن “أجندة الحكومة اليمينية الجديدة واضحة تجاه ضم أجزاء من الضفة الغربية وتغيير الوضع الراهن في القدس، وسيؤدي ذلك إلى رد فعل كبير من الفصائل الفلسطينية في غزة”.

أبو سعدة: “ما حدث في آب الماضي، وكذلك في عام 2021، دليل واضح على أن ما يحدث في الضفة الغربية قد ينعكس على قطاع غزة، لا يمكن أن تبقى غزة هادئة طوال الوقت دون رد فعل”.

في مايو 2021، أدت هجمات المستوطنين على العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح بالقدس وعنف الشرطة الإسرائيلية في الأقصى إلى تبادل صاروخي مميت بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس في غزة على مدار 11 يومًا ، مما أسفر عن استشهاد 248 فلسطينياً ومقتل 13 شخصاً في إسرائيل.

وفي أغسطس/ آب من العام الماضي، بعد اعتقال بسام السعدي، وهوعضو بارز في حركة الجهاد الإسلامي في جنين، قصفت إسرائيل غزة لمدة ثلاثة أيام، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 49 فلسطينيا، من بينهم 17 طفلا، وذلك خوفا من الهجمات الانتقامية، وتم الإعلان عن  وقف إطلاق النار بوساطة مصرية.

وأضاف أبو سعدة أن “ما حدث في آب (أغسطس) الماضي، وكذلك في عام 2021، دليل واضح على أن ما يحدث في الضفة الغربية قد ينعكس على قطاع غزة، لا يمكن أن تبقى غزة هادئة طوال الوقت دون رد فعل”.

وقال حسام الدجاني، الكاتب السياسي المقرب من حماس، للموقع، إن المزيد من “التصعيد” قد يؤدي “في مرحلة ما إلى اندلاع انتفاضة شاملة تغير دور السلطة الفلسطينية، التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، وبعد ذلك ستنتقل الى غزة وبقية الوجود الفلسطيني مما يؤدي الى معركة حاسمة مع الاحتلال”.

ومع ذلك، لا يتوقع أيمن الرفاتي، المحلل السياسي المقرب أيضا من حماس، أن تجري الحكومة الجديدة أي تغييرات في سياستها تجاه غزة في أي وقت قريب.

وقال: “ربما ستحاول الحكومة خلال الفترة المقبلة تفادي الصدام مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حتى لا تدخل في مشاكل كبيرة وتفجر أكثر من جبهة في نفس الوقت”.

وتابع أن “الخطوط الحمراء” التي أشارت إليها حماس في بيانها هي: “تغيير الوضع الراهن في القدس المحتلة ، وزيادة وتيرة “التهويد “، وتغيير سياسة “إطلاق النار للقتل” في الضفة الغربية المحتلة، وتنفيذ تهديدات تتعلق بتشديد أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وأضاف أن “الفصائل الفلسطينية في غزة تستعد لمواجهات مع الاحتلال العام المقبل في حال تجاوز الخطوط الحمراء”.

الكاتب السياسي والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية مصطفى إبراهيم، يتوقع عنفا أقل، وقال: “قد لا تشرع حماس في مواجهة مع إسرائيل، ولن تكون هناك سياسة إسرائيلية مختلفة تجاه غزة، وترغب في التركيز أكثر على الضفة الغربية والقدس”.

وأضاف أن “إسرائيل ستحاول جاهدة الحفاظ على الهدوء في غزة وإبقاءها على الحياد مما يحدث في أجزاء أخرى من الأراضي الفلسطينية، هذه سياسة قديمة وستستمر”.

وبينما يتكهن المحللون، يشعر سكان غزة بالقلق من أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة قد تستفز الفصائل الفلسطينية في غزة وتفجر مواجهة جديدة.

قالت رحمة سعدي البالغة من العمر 46 عاما: “نحن لا نحب الحرب، ولا نريدها، نريد أن نعيش بسلام. نريد أن نعيش حياة كريمة مثل الآخرين في العالم. يجب أن يسمحوا لنا بذلك. حرية الحركة والمعالجة والاستيراد والتصدير حتى نكون في واقع أفضل”.

بالنسبة لخليل رجب ( 70 عاماً) “هذه الحكومة لا تختلف عن سابقاتها، جميعهم يروننا كفلسطينيين يجب اقتلاعهم، إنهم ينتظرون اللحظة المناسبة فقط”.