رأى المُحلِّل والكاتب الإسرائيليّ، روغل ألفر، في مقالٍ نشره، بصحيفة (هآرتس) العبريّة، أنّه في المُواجهة القادِمة بين كيان الاحتلال والأعداء سيتلقّى سُكّان “إسرائيل” الأوامر بالانتحار، على حدّ تعبيره.
واستذكر الكاتِب أنّه عندما انتصر الجيش العربيّ المصريّ واحتّل مُستوطنة (نيتسانيم)، عام 1948، في جنوب الدولة العبريّة، أصدر القائد العّام للجيش آنذاك أوامر للجنود والضباط على حدِّ سواء بالقتال حتى الموت، أيْ الانتحار، لافِتًا إلى أنّ الأوامر العسكريّة كانت خاطئةً، وهدفت إلى التأكيد على أنّ اليهود لا يستسلمون، بل يُواصِلون القتال حتى الموت، وأشار أيضًا إلى أنّ الأوامر شملت قتل الضباط والجنود الذين يُقررون الاستسلام للعدوّ، لافِتًا إلى أنّه في تلك الواقعة تمّ أسر 104 جنود وضباط إسرائيليين.
ونبّه المُحلّل إلى أنّه منذ ذلك الحين تطورّت في “إسرائيل” ثقافة الاستشهاد، أو الإتوس، Ethos هي كلمة يونانية تعني “شخصيّة” تستخدم لوصف المعتقدات أوْ المثل العليا التي تُميِّز المجتمع أوْ الأمّة أوْ الأيديولوجيّة، بمعنى أنّ الإسرائيليين لا يستسلِمون خلال الحرب.
وكشف المُحلِّل النقاب عن أنّه لهذا السبب، ثقافة الاستشهاد والإتوس، يعيش الإسرائيليون في حالةٍ يفهمون فيها جيِّدًا أنّ الآلاف منهم سيموتون في الحرب مُتعددة الجبهات التي ستندلِع، مُضيفًا أنّ المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب تقوم وبشكلٍ دائمٍ ومكثفٍ بإبلاغ السُكّان بأنّه في الحرب القادِمة، والتي سيسقط فيها آلاف الصواريخ من لبنان وإيران وقطاع غزّة على عمق الدولة العبريّة، هي مسألة وقتٍ ليس إلّا
وشدّدّ على أنّ مدن (غوش دان)، وهي المنطقة التي تُعتبر عصب دولة الاحتلال، وتقع في المركز وتشمل مدينة تل أبيب، شدّدّ على أنّ هذه المدن ستتحوّل إلى أكوامٍ من الخراب والدمّار، ولكنْ، السُكّان في “إسرائيل”، الذين لا يتمتعون بالدفاع عن سبق الإصرار والترصّد من قبل حكومات الاحتلال المُتعاقبة، لن يتلّقوا الأوامر بالهرب حمايةً لأرواحهم، بل سيكون الأمر الرسميّ من السلطات ذات الصلة في الكيان بالاختباء ومن ثمّ الانتحار، على حدّ وصفه.
وكان المُحلِّل الإسرائيليّ نفسه قد نشر مؤخرًا مقالاً في صحيفة (هآرتس) العبريّة، أكّد فيه على أنّ “إسرائيل” قد وقعّت على شهادة وفاتها (زوالها)، وما علينا إلّا الانتظار لمعرفة التوقيت، على حدّ تعبيره.
وشدّدّ الكاتب على وجود أسبابٍ عديدةٍ لزوال الكيان، منها يكمن في صراع الثقافات في المجتمع الصهيونيّ، وانفلات الحوار داخل المجتمع الإسرائيليّ، وعلى نحوٍ خاصٍّ في وسائط التواصل الاجتماعيّ، كما أنّ سيطرة البرامج الترفيهيّة الهابطة في قنوات التلفزيون بإسرائيل يُضيف إلى سوداوية الصورة، حيث اختفت تقريبًا نهائيًا ظاهرة الانتقاد والنقد، على حدّ قوله.
وخلُص الكاتب إلى القول إنّ السبب السادس يكمن في اندلاع حربٍ، تسقط خلالها آلاف الصواريخ على “إسرائيل” من قبل حزب الله وإيران وحركة حماس، على حدّ قوله.