وقال: “أتوجهُ للهِ سبحانهُ بالحمدِ والثناءِ على أنَ يسرَ لحجاجِ بيتهِ الحرام، التوافدَ إلى مشعرِ منى بكلِ يسرٍ وسلامة و طمأنينة، دونَ تسجيلِ حالات وبائية أو حوادث تعكر صفو حجّهم، ثم أتوجه بجزيل الشّكر لحكومة خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيسَ مجلسِ الوزراء على ما تقدمه من إمكانات مادية لا محدودة، وكوادر بشرية مؤهلة، تستشعر عـظم المسؤولية وشرف رعاية الحجيج خلال رحلتهم الإيمانية التي نحرصُ على أنْ تتمَ في أمنٍ وسكينة وسلام”.
وأضاف: “إننا في هذه البلاد المباركة نتشرف جميعاً بخدمة ضيوف الرحمنِ القادمين لأداء ركنِ الإسلامِ الخامسِ، وفي سبيلِ راحتهم والتسهيلِ عليهم سوف نبذل الغالي والنفيس، ولنْ ندَّخر لأجلِ ذلك جهداً، وما ذلك إلا امتدادًا للنهجِ الراسخِ لهذه البلادِ منذُ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – رحمه الله – حتى عهدنا الزاهر الذي أولى خدمة المقدسات وقاصديها غاية الاهتمامِ والعناية، لقد جنّدتْ حكومة خادم الحرمين الشريفين كافةَ قطاعاتها ومنسوبيها لخدمة ضيوف الرحمن ولأجل ذلك هيأت وزارة الصحة مئة وتسعة وثمانين مستشفى ومركزاً صحياً بالإضافة إلى عدد من المستشفيات الميدانية لتقديمِ الرعاية الطبية اللازمة, وتمَ تأمينُ ما يزيد عن ثلاثة ملايينِ مترٍ مكعب من المياه لتلبية احتياجات وفود الرحمنِ طيلة مدة بقائهم في مكةَ المكرمة والمشاعرِ المقدسة، ولضمان سهولة التنقلات أثناء أداء النسك، تمتْ تهيئةَ قطارِ المشاعرِ المقدسة لينقل مليوني حاج، يساندُ ذلك 27 ألف حافلة مزودة بأحدث التقنيات والتجهيزات”.
وتابع الأمير سعود بن مشعل “أيها المسلمونَ والمسلمات.. حجاجَ بيتِ اللهِ الحرامِ, نؤكدُ لكم أننا جميعاً هنا لخدمتكمْ على الوجهِ الأكملِ وهذا واجبنا تجاهكمْ، لذا؛ تفرغوا للعبادةِ متأسينَ في ذلكَ بالتوجيهِ الربانيِ الداعي لتعظيمِ شعائرِ اللهِ وتجنبِ الآثامِ والفسوقِ والجدالِ”.
وخاطب رجال الأمن والعاملين في مختلفِ الأجهزةِ الحكوميةِ والخاصةِ والتطوعيةِ قائلاً : “إخواني رجال الأمن الأشاوس .. شكراً لكم على ما تقومونَ بهِ من أعمالٍ جليلةٍ وجهودٍ عظيمةٍ للمحافظةِ على سلامةِ الحجاج، وردعِ كلِ من تسولُ لهُ نفسهُ المساسَ بأمنِ الحجِ أو مخالفةِ الأنظمة بجميع أشكالها”، زملائي من مختلفِ الأجهزةِ الحكوميةِ والخاصةِ والتطوعيةِ, ضاعفوا الجهودَ وقدموا لضيوفِ الرحمنِ أقصى درجاتِ العنايةِ والاهتمام، وهيأوا لهمْ أسبابَ الراحةِ والطمأنينة، مبتغينَ في ذلكَ الأجرَ والمثوبةَ من اللهِ سبحانه، ومستشعرينَ ما حظيتم بهِ من شرفٍ إلهيٍ أن خصكم بهذهِ المهمةِ العظيمةِ”.
واختتم حديثه: “نبتهلُ إلى المولى جلت قدرتهُ أن يتقبلَ من الحجيجِ عباداتهم، وسائرَ أعمالهم، وأنَ تحفهم رعايةُ الرحمنِ ليكملوا مناسكهم ويعودوا إلى ديارهمْ سالمينَ غانمين”.