نازحو بوركينا فاسو بين العنف المتصاعد وتجاهل الحكومة

مع تصاعد العنف المستمر في بوركينا فاسو، يعيش أكثر من 2.5 مليون نازح في أوضاع مأساوية بعد أن فروا من قراهم التي تعرضت لهجمات المتطرفين أو المقاتلين الحكوميين. وهؤلاء فقدوا أحبّاءهم، وشهدوا تدمير منازلهم وقراهم، ليبدؤوا رحلة شاقة بحثًا عن الأمان في ظل غياب دعم حقيقي من السلطات.

تحديات قاسية

في العاصمة واغادوغو، التي كانت تُعتبر ملاذًا آمنًا، يواجه النازحون تحديات قاسية، حيث تحولوا إلى أشخاص غير مرئيين، يكافحون من أجل البقاء من دون دعم حكومي أو مساعدات من منظمات الإغاثة، التي قُيّد عملها في البلاد. وبينما تتجاهل السلطات العدد الحقيقي للنازحين، تُشير تقارير منظمات الإغاثة إلى أن الأرقام الحقيقية تفوق بكثير التقديرات الرسمية، البالغة 30 ألف نازح في العاصمة.

معاناة في كل مكان

يزيد التمييز العرقي من معاناة النازحين، خاصة أفراد جماعة الفولاني الذين يُتهمون بالارتباط بالمتطرفين.

وأحد النازحين من مدينة دجيبو المحاصرة تحدث عن تعرضه للضرب والاعتقال من قِبل القوات الحكومية، التي تعامله وآخرين بوصفهم تهديدًا أمنيًا.

في المقابل، يدفع العنف المتصاعد في أنحاء البلاد المزيد من النازحين إلى العاصمة، حيث يعيش الكثيرون في الشوارع أو أماكن مزدحمة، بينما تعاني الملاجئ القليلة نقصا في التمويل والقدرة على الاستيعاب.

غياب الأمل

تحاول بعض النساء النازحات التغلب على الظروف القاسية بطرق بسيطة، مثل تعلم حِرف جديدة أو إرسال أطفالهن إلى المدارس، على الرغم من انعدام الدعم الحكومي والخوف المستمر من الاضطهاد. مع ذلك، يشعر الناشطون بأن الوضع يزداد تعقيدًا مع تراجع المساعدات الدولية.

المشهد الظاهري

على الرغم من العنف المتصاعد، تحاول حكومة بوركينا فاسو تقديم صورة مختلفة عن الأوضاع الأمنية. ففي العاصمة، تستمر الفعاليات الثقافية والرياضية في محاولة لإظهار مظهر من «الطبيعية»، بينما يقول المراقبون إن المجلس العسكري الحاكم يعزز سيطرته من خلال الرقابة، مما يؤدي إلى تضييق مساحة الحريات.