قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، إن إسرائيل لن تنهي حربها المدمرة التي تشنها منذ 262 يوما على قطاع غزة، قبل إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية، وادعى أن تل أبيب ملتزمة بالمقترح الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي، جو بايدن، وطرحه على أنه إسرائيلي، لتبادل الأسرى مع حركة حماس.
وبمواجهة الضغوط الشديدة من الرأي العام الإسرائيلي، اعتبرت مصادر إسرائيلية مطلعة، أن نتنياهو يتراجع بذلك عن التصريحات التي أدلى بها أمس، الأحد، خلال المقابلة التي أجرتها معه القناة 14 الإسرائيلية ووصفتها عائلات أسرى في قطاع غزة بأنها “تراجع نتنياهو عن مقترح نتنياهو”، واتهمته بعرقلة جهود التوصل إلى اتفاق تبادل مع حماس.
وقال نتنياهو خلال مثوله أمام الهيئة العامة للكنيست، “نحن ملتزمون بالمقترح الإسرائيلي (لصفقة تبادل أسرى مع حركة حماس) الذي رحب به الرئيس بايدن”؛ وخلال كلمته التي جاءت بناء على طلب 40 عضوا في الكنيست، دوت صفارات الإنذار في عسقلان وفي مواقع وبلدات إسرائيلية في “غلاف غزة”، إثر إطلاق رشقة صاروخية من شمالي القطاع.
وأضاف نتنياهو “إننا لن ننهي الحرب بدون الرهائن. نحن ملتزمون بالطرح الإسرائيلي الذي رحب به بايدن”. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (“كان 11”) عن مصادر معنية بالمفاوضات أن أقوال نتنياهو في الكنيست جاءت في محاولة لتصحيح (الضرر الذي تسببت به) التصريحات التي أدلى بها في مقابلة على القناة 14، بأنه مستعد لصفقة تعيد “بعض الرهائن”.
ونقلت “كان 11” عن مصدر سياسي مطلع أن “التعديل الذي أدخله رئيس الحكومة في الكنيست على تصريحاته (للقناة 14) مهم للغاية، فهو يعطي دفعة للوسطاء في المفاوضات مع حماس، وينقل الضغط مرة أخرى على (رئيس حركة حماس في غزة) يحيى السنوار”؛ وأشار إلى أن هذه المرة الأولى التي يعلن فيها نتنياهو صراحة أنه يدعم المقترح الذي عرضه بايدن.
وفي السياق نقل موقع واللا العبري عن مسؤول إسرائيلي، أن تل أبيب مرّرت رسائل إلى حماس عبر قطر ومصر بعد خطاب نتنياهو أنها لا تزال ملتزمة بمقترحها
وبحسب الموقع فإن تل أبيب مرّرت للوسطاء مقطع فيديو لنتنياهو يكرّر فيه التزامه بمبادرة بايدن وطلبت تحويله لحماس، مشيرة إلى أن خطاب نتنياهو في الكنيست كان تصويبًا مهمًّا
وكان نتنياهو قد قال في أول مقابلة معه تجريها قناة تلفزيونية إسرائيلية منذ بدء الحرب، إنه لن يقبل إلا باتفاق “جزئي” مع حركة حماس لإعادة الرهائن المحتجزين في غزة منذ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، مشددا على أن إسرائيل ستواصل حربها على غزة، وأكد أن الجيش سيظل في القطاع، وقال: “لست على استعداد لإنهاء الحرب وترك حماس كما هي”.
وقال نتنياهو ردا على سؤال أنه “مستعد لعقد اتفاق جزئي” يسمح بالإفراج عن قسم من الرهائن، قبل “مواصلة الحرب”. فيما حذر منتدى عائلات الرهائن، بأن “إنهاء القتال في غزة من دون تحرير الرهائن سيكون فشلا وطنيا غير مسبوق وانحرافا عن أهداف الحرب”، مشددا على أن “مسؤولية وواجب إعادة جميع الرهائن تقع على عاتق رئيس الحكومة.