غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فجر الخميس، إلى نيويورك للمشاركة باجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وذلك بعد تأجيل رحلته لعدة أيام على خلفية تصعيد تل أبيب عدوانها على لبنان.
تأتي هذه الزيارة وسط موجة انتقادات داخلية، خاصة من عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الذين وصفوا الرحلة بأنها “استعراضية وغير ضرورية”.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن نتنياهو غادر إلى نيويورك رفقة عقيلته سارة، فجر الخميس.
وأضافت أن نتنياهو سيلقي خطابا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، قبل أن يعود إلى إسرائيل السبت.
من جانبها، قالت صحيفة “جيروساليم بوست” العبرية الخاصة إن وزير الخارجية إسرائيل كاتس سيشغل منصب رئيس الوزراء بالوكالة خلال غياب نتنياهو.
وأضافت أن نتنياهو من المتوقع أن يدافع خلال خطابة أمام الجمعة العامة للأمم المتحدة عن ما اعتبرت أنه “حق” إسرائيل في “تأمين نفسها من هجمات حماس وحزب الله”.
وكان من المقرر أن يغادر نتنياهو إلى نيويورك الاثنين الماضي، لكن تم إرجاء الزيارة لأكثر من مرة بسبب التطورات على الجبهة اللبنانية.
وفي وقت سابق الأربعاء، وجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، الأربعاء، انتقادات لرحلة نتنياهو إلى نيويورك، معتبرة إياها “استعراضية وغير ضرورية”.
وقالت العائلات في منشور عبر منصة “إكس”: “بينما تحترق البلاد ويتم ترك 101 رهينة في أنفاق الموت التابعة لحماس لمدة 355 يومًا، يختار رئيس الوزراء رحلة استعراضية أخرى غير ضرورية إلى الولايات المتحدة”.
وأضافت: “قبل شهرين فقط، ذهب رئيس الوزراء إلى الكونغرس في واشنطن للتوصل إلى اتفاق، فكان في الكونغرس، ولم يكن هناك اتفاق”.
وتساءلت العائلات مستنكرة: “رئيس الوزراء ماذا عن المختطفين؟”.
وتقدر إسرائيل وجود 101 من أسراها في غزة، بينما أعلنت حركة حماس مقتل عشرات من الأسرى في غارات إسرائيلية عشوائية.
وبوساطة مصر وقطر ودعم الولايات المتحدة، أجرت إسرائيل وحماس على مدار شهور مفاوضات غير مباشرة متعثرة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة وتبادل أسرى.
وغادر نتنياهو إلى نيويورك في وقت يشن فيه الجيش الإسرائيلي، منذ الإثنين الماضي، “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، وأسفر عن 636 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، بالإضافة إلى 2505 جريحا ونحو 390 ألف نازح.
في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار في إسرائيل، إثر إطلاق “حزب الله” مئات الصواريخ على مواقع عسكرية ومستوطنات ومقر “الموساد” بتل أبيب، وسط تعتيم صارم على الخسائر البشرية والمادية، حسب مراقبين.
ومنذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل، أسفر عن مئات بين قتيل وجريح معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وخلّفت أكثر من 137 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.