شن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، هجوما حادا على الاحتجاجات المتصاعدة في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، واتهم المتظاهرين بـ”معاداة السامية”، زاعما أن المظاهرات الرافضة لحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع المحاصر من 212 يوما، “تستهدف اليهود لكونهم يهودا”.
جاء ذلك في خطاب ألقاه نتنياهو في مركز “ياد فاشيم” الإسرائيلي لإحياء ذكرى المحرقة في القدس، شن خلاله هجوما على المحكمة الجنائية الدولية، في ظل التقارير الإسرائيلية حول عزمها إصدار مذكرات اعتقال ضد كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين، على خلفية الحرب على غزة، واصفا هذه التحركات بـ”الفضيحة”.
وبعد الهجوم الذي شنه على الحراك المناهض للحرب على غزة في الجامعات الأميركية، مقارنا بينها وبين الجامعات في ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي، قال نتنياهو: “من الممكن أن تحدث فضيحة خطيرة بنفس القدر في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. الخطوات هناك تهدف إلى تقييد أيدينا من حماية أنفسنا، لن نسمح بتقييدنا”.
وعن هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي الذي شنته حركة حماس على البلدات والمواقع العسكرية الإسرائيلية في محيط قطاع غزة المحاضر، قال نتنياهو إن “السابع من أكتوبر لم يكن محرقة، ليس بسبب غياب النية لدى أعدائنا بإبادتنا بل بسبب عدم قدرتهم على ذلك”؛ واستنكر نتنياهو الضغوط الدولية التي تطالب بإنهاء الحرب.
وقال نتنياهو: “في الأجيال الماضية، اتُهم اليهود بتسميم الآبار، واستخدام دماء الأطفال لخبز المصة، ونشر الأمراض”، وتابع “اليوم، ظهرت ادعاءات جديدة بارتكاب إبادة جماعية وتجويع الناس في غزة؛ عن أي إبادة جماعية يتحدثون؟ نحن نبذل قصارى جهدنا لتجنب إيذاء المدنيين، ونتخذ خطوات التي لم يتخذها أي جيش في التاريخ. عن أي تجويع يتحدثون؟ منذ بداية الحرب، سمحنا لشاحنات الغذاء والدواء بالدخول إلى غزة لمنع حدوث مجاعة وأزمة إنسانية”.
وتابع “لقد وصل هذا الجنون المنهجي إلى أرقى الجامعات في الغرب. ويعاني الطلاب اليهود الذين يدعمون إسرائيل من التهديدات والكراهية والمضايقات يوميًا. وهم يخشون أن يظهروا أي رمز يهودي. ويتعرض المحاضرون والباحثون اليهود للضرب والإذلال؛ يقتحم البلطجية الذين تم تحريضخم الفصول الدراسية ويحطمون النوافذ. إنه أمر يذكرنا بالأشياء التي حدثت في ألمانيا في الثلاثينيات، ولكن هذه المرة يحدث في أميركا عام 2024”.
وأضاف أن “فضيحة خطيرة بنفس القدر يمكن أن تحدث داخل أسوار المحكمة الجنائية في لاهاي. هذه المحكمة، التي تأسست على خلفية المحرقة لضمان عدم تكرارها أبدًا، تدرس إصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين وقادة دولة إسرائيل. إذا تم تنفيذ مثل هذه الخطوة، فهي تهدف إلى تقييد أيدينا وبالتالي تعريض الحق الأساسي لأي دولة للخطر، وهو الحق في الدفاع عن أنفسنا. يا لها من سخافة، يا لها من تشويه للعدالة التاريخية”.
واعتبر أن “من شأن مثل هذه الخطوة أن تضع وصمة عار لا تمحى على فكرة العدالة والقانون الدولي. وأود أن أقول إن نية تقييدنا تأتي من أطراف مختلفة في المجتمع الدولي من هنا، من القدس، في ليلة المحرقة، أوجه لهم رسالة واضحة وحازمة: لن تقيدوا أيدينا، وحتى لو اضطرت إسرائيل إلى الوقوف بمفردها، فإننا سنقف وحدنا وسنواصل ضرب عدونا بقوة حتى النصر”.
وفي هذه المرحلة، تحول نتنياهو إلى التحدث باللغة الإنجليزية، وكرر كلماته: “أقول لزعماء العالم، لا ضغط ولا قرار من منتدى دولي سيمنع إسرائيل من الدفاع عن نفسها. إذا اضطرت إسرائيل إلى الوقوف بمفردها، فإنها ستفعل ذلك. شتقف وحدها في مواجهة أعدائعا”.