نتنياهو يشكل خطرا على أمن إسرائيل ومكانة البيت الأبيض ويدمر الأمن القومي العربي!

كتب د . بسام روبين:

شكرا لطوفان الأقصى الذي وضع الحروف في مكانها الصحيح وأظهر المرج على حقيقته فبان نتنياهو كشخص فاشل متطرف ينتهك القانون الدولي وغير صالح لتولي أي منصب قيادي سياسي ،فالأصل في أي حاكم أن يحمل شعبه إلى بر الآمان وتجنيبهم أي مخاطر خلال مسيرة حكمه وما يقوم به نتنياهو يخالف ما تنادي به مختلف  المدارس الإنسانية والدبلوماسية والسياسية ،فهو لا يتقن العمل السياسي ولا يجيد الدبلوماسية ويخلو ضميره من أي إنسانية فممارساته اليومية مع الفلسطينيين من قتل وإرهاب تعرض أمن الإسرائيليين للخطر وتجعلهم منبوذين أمام العالم وقد يؤدي إستمرار ذلك إلى هلاكهم وقد لاحظنا أنه غير مهتم بإستعادت الأسرى الإسرائيليين ولا حتى يهتز لقتلهم فهو من يقصفهم ويقتلهم ويجوعهم ويعرضهم للإبادة التي يمارسها كل ساعة على الشعب الفلسطيني في غزة كونه يعلم أنهم تحت القصف في مكان ما في غزة ،وكل ذلك  مدعوما بالمتطرفين الصهاينه العاشقون للقتل وللإرهاب و لسفك الدماء وفي كل مره يخرج علينا نتنياهو بخدعه وكذبه جديدة مفبركه يخدع بها العالم ويمارس  هواياته في القتل والتدمير.

والمفارقة التي أرغب بنقلها للمتابع العربي هي أن سلوك نتنياهو لم يكن عارضا ولا حاله مرضية وإنما هي جينات تربى وترعرع عليها كمتطرف وقد فرغ أفكاره المسمومة عبر كتابه ( المرجع) الذي نشره عام  1996 واشتمل على مخططاته المستقبلية وقناعاته الراسخة وما هو ذاهب إليه كرئيس لحكومة إسرائيل حول معظم القضايا بالرغم من توقيعه عدة إتفاقيات مع بعض الدول العربيه والملفت أن ما حدث ويحدث  منذ نشر الكتاب لم يحد ولم يبتعد عن أي مضمون من القضايا التي وردت في كتابه فقد تطرق إلى جميع القضايا الخلافية والعالقة بين العرب وإسرائيل ووضح موقفه منها وأن التسويات والإتفاقات المبرمة معهم لم يكن لها أي تأثير  على الواقع وتبين انها كانت مجرد  محاولات لخداع بعض الحكومات سيما وأن بعضهم قد إطلع على كتاب نتنياهو ولم يعيروا لذلك إهتماما مع إستمرار  وجود الضغط الأمريكي الذي يتقاسم الجرائم والمؤامرات مع العدو الصهيوني وقد توهم بعض العرب بأنهم قادرون  بعد التوقيع على بعض الأوراق مع اليهود على تغيير واقعهم الإرهابي المتطرف ولم يستفيدوا من قصص اليهود مع الأنبياء وغدرهم لهم ومع تتابع ظهور  الحقائق بعد طوفان الاقصى وإنهيار السلام المزعوم وإنتهاك بعض الإتفاقات تبين أننا كنا واهمين كعرب وبأن حسن نوايانا إستند إلى الحب من طرف واحد ولم نهتم بمشاعر ونوايا الطرف الآخر في أسوأ حالة من حالات النكران للواقع والهروب من مواجهة الحقيقة وساعد في ذلك الضغط والإنحياز الأمريكي ساس البلاء حتى أصبحنا كعرب ننبذ ذاتنا ونقدم إحتياجات العدو الصهيوني على متطلبات أمننا القومي كعرب   إرضاءا لإسرائيل وأمريكا.
وهو ما بات يعرف بسلوك إرضاء إسرائيل وأمريكا  وسأقتبس لكم بعض ما جاء من مصائب هذا الكتاب وابدأ بما قاله عن القدس مسرى رسول الله عليه الصلاة والسلام (القدس هي مركز الطموح للشعب اليهودي في سبيل العودة لأرض إسرائيل ولذا يجب أن لا يطلب من إسرائيل التفاوض بأي جزء من القدس ولا بأي ظرف من الظروف تماما مثلما لا يجوز أن نطلب من الأمريكيين التفاوض على واشنطن ومن الإنجليز على لندن ومن الفرنسيين على باريس وبالتالي لا يجوز مطلقا لإسرائيل الموافقة على المساس بالمكانة السيادية في القدس أو تقسيمها أو على قدرتها إبقاء المدينة مفتوحة وموحدة تحت حكم إسرائيل ويجب على إسرائيل تعزيز حلقة الإستيطان اليهودية حول المدينة للحول دون مواجهتها من خلال تجمعات سكانية غريبة وعلى الأنظمة العربية التي تمتلك مساحات كبيرة من الارض تبلغ 500 ضعف مساحة اسرائيل أن يتنازلوا عن أربعة أجزاء من عشرة آلاف جزء يسيطرون عليها وعليهم بالتالي أن يتنازلوا عن منطقة الضفة الغربية قلب الوطن اليهودي القومي والسور الواقي لدولة إسرائيل والتي تشكل إستمرار الجدار الواقي في هضبة الجولان كما يجب على إسرائيل ضمان سيطرتها على مصادر المياه في الضفة الغربية لأنها حيوية بالنسبة لها ومنع إقامة أي سيادة أجنبية على هذه الضفة.
وفيما يتعلق بغور الأردن يرى نتنياهو (إن إسرائيل ملزمة بضمان سيطرتها الحتمية على المناطق الحيويه لصد أي هجوم من الشرق وهذا يعني السيطرة الكاملة على غور الأردن وعلى المحاور المؤدية إليه من وسط البلاد) أنتهى الإقتباس، والأخطر في الكتاب ما ورد عن الدولة الفلسطينية وعن المهاجرين وعن الأردن ويبدو أن نتنياهو قد راهن على أبدية صمت الشعوب العربية وحكوماتها حيال العنف والإرهاب الذي يمارس على الشعب العربي الفلسطيني ولم يعلم نتنياهو أن الصبر له حدود وقد ينتهي في أي لحظة لذلك بدأنا نشهد تصعيدا مناسبا في الموقف الرسمي الأردني والموقف الرسمي المصري وحتى الأمريكي مع تعنت نتنياهو ورفضه أية مقترحات ممكنة للحل وخطورة الموقف الحالي تحتاج الدعوة لقمة عربية عاجلة.
وأنا شخصيا ومن خلال متابعاتي لم أرى الموقف الأمريكي بهذه الجدية التي بدأ الرئيس الأمريكي يظهر بها وينتقد نتنياهو وربما تكون أول خطوة بالإتجاه الصحيح إذا تتابعت الخطوات لحلحلة القضية بشروط المقاومة الفلسطينية
متمنين للموقف العربي أن يتعاظم و يتكامل ويصدر موقف عربي قوي بقرارات قمة توجه إنذارا عسكريا لإسرائيل لوقف حربها على غزة والضفة والإنصياع لما وافقت عليه المقاومة وإنذار أثيوبيا بوقف تهديد الأمن المائي لمصر الشقيقة واذا لم تستجب كافة الأطراف يتم وقف العمل بالاتفاقيات الناظمة وإنهاء التطبيع والعودة إلى ما قبل عام 1967 من علاقات.
والطلب من أمريكا الكف عن دعم إسرائيل والإنحياز لها والتوجه نحو دعم المقاومة الفلسطينية لأن نتنياهو الذي أصبح يشكل خطرا على الإسرائيليين أنفسهم  وأهان البيت الأبيض في أكثر من موقف  ووضع أمريكا بحاله لا تحسد عليها لا يفهم أي لغة دبلوماسية وينحني فقط للقوة وللمقاومة ويبدو أن الدول العربية بدأت تكتشف مؤخرا ان السير خلف نتنياهو سيدمر الأمن القومي العربي فهو من يدعم أثيوبيا ويحمي سد النهضة الذي يهدد الأمن المائي للشعب المصري الشقيق وهو من يدفع بتنمية العلاقات بين اثيوبيا والمغرب بينما الموقف يغلي بين مصر الشقيقة وبين أثيوبيا التي تفرعنت بعد أن لاحظت تراجع الدور المصري في القضايا الإستراتيجية ونحن نعلم أن أثيوبيا لا تصمد أمام جيش مصر العظيم لساعات ولكن  دعم  المتصهينيين ودعم الكيان المحتل  لأثيوبيا جعلها تتفرعن على أعظم وأقوى جيش عربي ،لذلك يجب وقف تمرد نتنياهو والتبرؤ من المتصهينين داخل  الأمة العربية والعودة الى قصة (شوفوا من طخ الكلب وطخوه) الأمر الذي سيدفع بأمريكا وإسرائيل والغرب مجتمعا للتوقف عند هذا الحد وعدم التقدم خطوة على حقوق الدول العربية هذا إذا إستعادت مصر العظيمة دورها الريادي والقيادي للأمة العربية بعد أن تم تحييد جيش مصر العظيم عن قضايا الأمة العربية وعن الأمن القومي العربي بموجب إتفاقيات كامب ديفيد .
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية وأعاد لها مجدها وكرامتها .
عميد اردني متقاعد