نحو مستوى أعلى من التعاون باقتراب قرن على تأسيس بلدين شقيقين

خاضت الأمة التركية حرباً طويلة الأمد من أجل الحرية والاستقلال والسيادة تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك، بعد الحرب العالمية الأولى، وأسست جمهورية تركيا قبل 99 عاماً.

وفي إطار شعار أتاتورك «سلام في الوطن، سلام في العالم»، أقام الشعب التركي علاقات ودية مع دول أخرى، خصوصاً مع تلك التي تشترك فيها تركيا بروابط تاريخية ودينية وثقافية مشتركة.

وفي هذا الاتجاه، أصبحت تركيا واحدة من أوائل الدول التي اعترفت بالمملكة العربية السعودية (مملكة الحجاز ونجد آنذاك) في 1926. وأنشأت تركيا التمثيل الدبلوماسي وعينت سليمان شيفكت باي (Süleyman Şevket Bey) قائماً بالأعمال في نفس العام. كانت كل من تركيا والسعودية من بين الدول الإسلامية المستقلة القليلة خلال فترة ما بين الحربين ومرحلة الاستعمار المستمر.

وفي 3 أغسطس 1929 تم توقيع «معاهدة الصداقة» بين البلدين. وفي 23 سبتمبر 1932 تأسست «المملكة العربية السعودية» وكان مصطفى كمال أتاتورك من أوائل القادة الذين أرسلوا رسالة تهنئة إلى الملك عبدالعزيز آل سعود.

وتشترك تركيا والسعودية في نفس الدين والروابط الثقافية الوثيقة والتاريخ المشترك.

وحصل الرئيس رجب طيب أردوغان، على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لعام 2010 من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وفي العام نفسه، وقعت الدولتان اتفاقية تعاون عسكري تهدف إلى التدريب والتعاون العلمي والتقني في المجال العسكري. كما زار الرئيس رجب طيب أردوغان السعودية في 2011 و2012 و2017.

كما أن الزيارتين المتبادلتين من قبل الرئيس رجب طيب أردوغان، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في 2022 نقلت العلاقات الثنائية إلى آفاق جديدة ومهدت الطريق لمزيد من التعاون بين البلدين.

إن دفء وصدق جو الأخوة الذي ساد خلال هاتين الزيارتين التاريخيتين أخبرنا بالكثير عن مستقبل علاقاتنا، كما أن للعلاقات الثنائية إمكانات كبيرة في مختلف المجالات، حيث تمثل السياحة والبناء والتجارة والاستثمار والتقنيات الرقمية وصناعة الدفاع مجالات التعاون الرئيسية.

وفي السنوات العشرين الماضية، اكتسبت الصناعات الدفاعية التركية زخماً مبهراً. وفي الوقت الحاضر، يعتمد الجيش التركي بنسبة 7080٪ على المنتجات المحلية، وكذلك تحرص شركات الصناعات الدفاعية التركية على التعاون مع المملكة الشقيقة التي تهدف إلى تعزيز صناعاتها الدفاعية الوطنية.

وتتضامن تركيا دائماً مع السعودية ضد الهجمات الإرهابية، كما تدين كافة أشكال الهجمات الإرهابية التي تستهدف السعودية.

وتحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مهدت «رؤية 2030» الطريق لمستقبل أكثر إشراقاً للمملكة.

وبصفتنا ضيوفاً في المملكة، فقد بُهرنا بالتحول الإيجابي والزخم في البلاد، كما تخلق «رؤية 2030» فرصاً جديدة في مجالات الطاقة المتجددة والصناعة والتوظيف والبيئة والسياحة والخدمات والبرمجيات والقطاعات الطبية.

وكدولة مستوردة للطاقة، تحتاج تركيا إلى موارد طاقة بديلة لاقتصادها المزدهر؛ لذلك يزداد الطلب على الطاقة في تركيا عاماً تلو الآخر، وتوفر الطاقة الخضراء حلولاً نظيفة وصديقة للبيئة. وعليه تتطلع تركيا إلى تعزيز تعاونها الواسع مع السعودية في هذا المجال أيضاً.

وتعد تركيا وجهة سياحية مفضلة للسعوديين، كما نفتخر بأن أكثر من 250 ألف سعودي قد زاروا بلادنا في يوليو وأغسطس. ويرحب الشعب التركي ترحيباً حاراً بهم ويتطلع إلى استضافة ضيوفنا السعوديين الكرام دائماً. وفي العام القادم نأمل أن نرى المزيد من الإخوة والأخوات السعوديين يزورون تركيا.

من جهة أخرى، تستقطب المدن المقدسة مئات الآلاف من الأتراك الذين يفدون إلى السعودية الشقيقة كل عام أيضاً، إضافة إلى ذلك تتمتع تركيا بخبرة واسعة تتطلع لمشاركتها مع قطاع السياحة الواعد في السعودية.

وتمتلك شركات المقاولات التركية ثاني أكبر حجم أعمال حول العالم، كما ساهمت شركات المقاولات التركية في البنية التحتية وتطوير المملكة في الماضي. ونعتقد أن الشركات التركية ستقدم المزيد من المساهمات من خلال المشاريع الضخمة ضمن «رؤية 2030».

وتماشياً مع أهداف «رؤية 2030»، أعلنت المملكة العربية السعودية تقدمها بطلب استضافة «إكسبو 2030». وفي هذا الصدد، أعلن رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان أن تركيا ستدعم ترشح المملكة.