أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الجمعة، أن حوالي 235 ألف شخص عبروا من لبنان إلى سوريا نتيجة استمرار الهجمات الإسرائيلية.
وصرح مدير مكتب المنظمة في لبنان، ماثيو لوسيانو، خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت من جنيف، أن هذه الأعداد تشمل 152 ألف سوري و82 ألف لبناني، حيث تمت عملية النزوح بين 23 أيلول/سبتمبر الماضي٬ و3 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وأضاف لوسيانو أن حوالي 50 ألف شخص غادروا لبنان من مطار بيروت الدولي، بينما عبر 1060 آخرين بواسطة السفن. وتأتي هذه الهجرة الجماعية في ظل “أعنف” هجوم إسرائيلي على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” العام الماضي، مما تسبب في مقتل 1156 شخصًا وإصابة أكثر من 3191 آخرين، وفقًا للبيانات الرسمية اللبنانية، إضافة إلى نزوح 1.2 مليون شخص.
والجمعة، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة على محيط معبر المصنع الحدودي بين لبنان وسوريا٬ مما أدى إلى قطع الطريق الدولي الرابط بين البلدين.
ويعد معبر المصنع، الواقع في منطقة البقاع، من أهم المعابر الحيوية للتنقل بين لبنان وسوريا.
خلال الأيام القليلة الماضية، شهد المعبر تدفق آلاف النازحين من لبنان إلى الأراضي السورية، هرباً من الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق واسعة في بيروت وضاحيتها الجنوبية وكذلك جنوب وشرق لبنان.
في هذا السياق، أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، إلى أن عدد النازحين نتيجة الغارات الإسرائيلية المستمرة قد يصل إلى “مليون شخص”، مما يجعل هذا النزوح الأكبر في تاريخ لبنان.
وفي الأربعاء الماضي أطلقت المنظمة الدولية للهجرة نداءً عاجلًا لجمع 32.46 مليون دولار أميركي لتقديم المساعدة لـ400 ألف شخص متضرر من الأزمة في لبنان خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
وتأتي هذه الاستجابة بعد فرار عشرات الآلاف من الأسر بسبب تصاعد العنف والهجمات عبر الحدود، حيث لجأ العديد منهم إلى الملاجئ المكتظة. ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر، قدمت المنظمة مساعدات عاجلة تشمل مواد الإغاثة الأساسية، خدمات الحماية، والدعم الصحي، كما دعمت تتبع النزوح الداخلي.
وفي هذا السياق، صرحت المديرة العامة للمنظمة الدولية للهجرة، إيمي بوب، قائلة: “هذه أزمة إنسانية هائلة تتطلب استجابة فورية. الظروف مأساوية والاحتياجات ضخمة. ندعو المجتمع الدولي لتوفير الموارد اللازمة لضمان سلامة وكرامة النازحين.”
من جهة أخرى، تستمر صفارات الإنذار في إسرائيل بشكل غير مسبوق، مع استمرار الهجمات الصاروخية من “حزب الله”، في ظل تعتيم إسرائيلي على حجم الخسائر.