حسن نصرالله المدرج اسمه واسم حزبه على قوائم الخزانة الأمريكية والمفروضة عليهم عقوبات موثقة منذ عام ٢٠١٨ مع عدد من القادة البارزين في حزبه والتي شملت أيضا نائبه نعيم قاسم، ورئيس المجلس السياسي إبراهيم أمين السيد، ورئيس الهيئة الشرعية محمد يزبك ومعاونه للشؤون السياسية حسين الخليل، بالإضافة إلى عشرات البيانات التي تفرض عشرات العقوبات على كل من يدور في فلكه من أفراد ومؤسسات، خرج بكل ثقة ليلصق «ما فيه» بغيره.
هي ليست المرة الأولى التي يقفز فيها نصرالله فوق الدولة التي تبرأت منه ومن تصريحاته، فلم ينس أحد بعد أنه في يناير ٢٠٢٢ وعلى خلفية هرطقاته التي يطلقها بين الحين والآخر باتجاه العرب وعلى رأسهم المملكة، تبرأ منه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وقال إن «كلام نصر الله بحق السعودية لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية والشريحة الأوسع من اللبنانيين، وليس من مصلحة لبنان الإساءة إلى أي دولة عربية، خصوصا دول الخليج».
وهي ليست المرة الأولى التي يتجاهل فيها نصرالله «الباصات الخضر» التي شاهدها اللبنانيون والعالم بأعينهم وهي تنقل عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي من الحدود اللبنانية إلى الحدود العراقية برعاية إيران. ويتجاهل أنه أبرم بالاشتراك مع النظام السوري في ٢٠١٧ اتفاقا مع داعش في منطقة جرود عرسال، نص على انسحاب التنظيم إلى مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية.
ويتجاهل أن من سلم الموصل لداعش ومن أعطى الأوامر للجيش العراقي بالانسحاب هو نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق، والذراع الأيمن للإيران في العراق.
وهي ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها نصرالله لبنان واللبنانيين وما تبقى من الدولة دروعاً بشرية ورهائن لمواقفه الحاقدة على العرب وفي مقدمتهم السعودية. كما أنها ليست المرة الأولى التي يخرج فيها بهذه الثقة ليحور كل الحقائق ويزيفها في الملفات الداخلية أو الخارجية وفي ضرب العلاقات اللبنانية العربية خدمة لأغراض أسياده.
فماذا يريد نصرالله أكثر من المصائب التي أنزلها على رؤوس اللبنانيين؟ ماذا في جعبته أكثر من أنه تسبب في عزلهم عن محيطهم العربي؟.
فليكشف نصرالله عن نواياه الجديدة التي يبيتها حتى يبني اللبنانيون والأشقاء والأصدقاء لهذا البلد على الشيء مقتضاه.