حالة من عدم اليقين والقلق بشأن مستقبل شركة إيفرجراند الصينية بعد أن طلبت الشركة رسميا وقف التداول علي أسهمها وتابعه ذلك انخفاض كبير في التصنيف الائتماني.حيث قامت شركة فيتش للتقييم الائتماني بخفض تصنيف الشركة من “C” من “CCC” معللة ذلك بـ عجز الشركة عن سداد ديونها حسب الجدول الزمني المقرر لذلك.
ومن ناحية أخرى قام مؤشر S&P Global Ratings بخفض تصنيف الشركة نظرا لـ مشكلة السيولة وتخلف الشركة عن سداد ديونها المستحقة. نحن هنا نتحدث عن مخاطر حقيقية قادرة علي احداث تأثير كبير على ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم، الاقتصاد الصيني.
وسط تزايد المخاوف من قبل المستثمرين في سوق تداول الأسهم مع العقود مقابل الفروقات، تناقلت الأخبار في الأيام القليلة الماضية علي أن Hopson Development الرائدة أيضا في مجال التطوير العقاري قد قامت بـ شراء ما يقارب الـ 51% من حصة قطاع العقارات وهذا يعادل الـ 40 مليار دولار صيني أي حوالي الـ 5 مليار دولار أمريكي. إيفرجراند لم تعلق علي هذا الخبر نهائيا سواء بالنفي أو بالايجاب.
عواقب وخيمة في انتظار أسواق الأسهم والسندات
صرحت Evergrande أنها تعمل علي تحصيل قيمة 5 مليار دولار أمريكي من قيمة بيع الوحدات السكنية، لكن في المقابل فأن الشركة لديها سندات مستحقة بقيمة تتخطي حاجز الـ 500 مليون دولار بنهاية هذا العام ويليها سندات أخري بقيمة 2 مليار دولار مستحقة بنهاية مارس العام القادم. الشركة تعمل جاهدة علي الوفاء بـالتزاماتها لكن عمليات بيع الأصول ليس هو الحل الأمثل في هذه الحالة حيث أن ذلك سيصدر حالة من التخوف الشديد بشأن قطاع العقارات بأكمله داخل الصين.
شهدت الأسواق الآسيوية حالة من التراجع لليوم الثالث علي التوالي وهو أمر متوقع نتيجة ترنح المطور العقاري Evergrande وتزايد مخاوف المستثمرين ليس فقط بشأن الديون ولكن على نطاق أوسع بشأن تباطؤ النمو العالمي وارتفاع التضخم. كما انخفض أحد المؤشرات الرئيسية الذي يتابع أسهم العقارات في هونج كونج بنسبة تخطت الـ 2.9% كما انخفضت أسهم Sunac China Holdings بنسبة تخطت حاجز الـ 7%.
الأسواق الأوروبية وتراجع في الأداء
من ناحية أخرى، ما زالت الأسهم الأوروبية تكافح من أجل العودة مرة أخرى بعد تقديمها لـ أسوا أداء لها منذ بدايات هذا العام 2021 نتيجة المخاطر المتعلقة بـ التضخم, الديون الضخمة المتعلقة بـ إيفرجراند الصين وأيضا ارتفاع عوائد السندات. حيث شهد مؤشر STOXX 600 تراجعا بـ نسبة 0.2% بالقرب من أدني مستوي له خلال الشهرين الماضيين.
جاءت قطاعات صناعة السيارات والبنوك في مقدمة الأداء السيئ نظرا لـ تزايد المخاوف كما ذكرنا المتعلقة بـ تباطؤ النمو العالمي والقيود الجديدة الناتجة عن قطاع العقارات في ثاني أكبر اقتصاد على مستوي العالم خاصة وأن إيفرجراند ليست الوحيدة حيث أعلنت شركة التطوير العقاري الصينية Fantasia Holdings’ عن خساراتها ما يقرب من نصف قيمتها السوقية جراء عمليات بيع كبيرة جدا تمت في بداية شهر أكتوبر بعد فشلها الذريع في سداد ديونها التي تخطت حاجز الـ 200 مليون دولار.
(مادة إعلانية)