ترفض دولة الاحتلال الإسرائيلي، مشاركة فرنسا في اللجنة المشرفة على التسوية مع لبنان بحجة المواقف المناهضة لإسرائيل. وأفادت القناة 12 العبرية التي أوردت التفاصيل اليوم الجمعة، بالتزامن مع عودة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين من تل أبيب، وقبلها بيروت، إلى الولايات المتحدة، بأن إحدى القضايا المهمّة التي لا تزال عالقة هي تشكيل اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاقية.
وتصر إسرائيل على ألا تكون فرنسا جزءاً من الاتفاق ولا من اللجنة الدولية التي ستشرف على تنفيذه، وذلك بسبب “المواقف المعادية لإسرائيل”، التي تزعم دولة الاحتلال أن إدارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تتبناها.
وقبل نحو شهر، هاجم رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الرئيس الفرنسي ماكرون، في مقابلة نُشرت في صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية، منتقداً دعوة الأخير لفرض حظر أسلحة على إسرائيل، ووصفها بأنها “مخزية”، كما أعرب نتنياهو عن غضبه من تصريح ماكرون في نفس الأسبوع بأن “الأمم المتحدة أوجدت دولة إسرائيل”، واعتبر ذلك “تشويهاً تاريخياً”، زاعماً أن إسرائيل أُقيمت على يد مقاتلي حرب “الاستقلال” (احتلال فلسطين)، بما في ذلك ناجون من المحرقة، في إشارة غير مباشرة منه إلى ماضي فرنسا تحت حكومة فيشي.
نقاط خلافية
ومن النقاط الخلافية الأخرى التي أتت القناة 12 العبرية على ذكرها، طلب إسرائيل صياغة تتيح لها اتخاذ قرار مستقل، يسمح لها بعدم الشروع بمفاوضات حول النقاط الحدودية المتنازع عليها. كما أشارت إلى 13 نقطة برية على طول الخط الأزرق بين لبنان والأراضي المحتلة عام 1948، متنازع عليها، بدءاً من النقطة B1 في منطقة الناقورة، مروراً بعدة نقاط أخرى بالقرب من مستوطنات شلومي وحنيتا، وشومرا، وأفيفيم، ويفتاح، وكريات شمونة وغيرها. بالإضافة إلى النزاع حول قرية الغجر ومزارع شبعا.
عوامل قد تدفع إسرائيل لقبول التسوية في لبنان
وتعتبر B1 النقطة الحدودية الأقصى من الجهة الغربية للناقورة، وتطّل على رأس الناقورة، وهي ذات أهمية استراتيجية لكلا الجانبين، جغرافياً وعسكرياً بسبب موقعها الحساس وارتفاعها الذي يسمح بمراقبة مساحات واسعة. وقال مسؤول في مركز “علما” البحثي للقناة، إن “هذه نقطة استراتيجية نسيطر عليها ويريد حزب الله أن ننسحب منها لتكون تابعة للبنان. إذا تم تحريك النقطة، سيتعين إزاحة كل الحدود البحرية وفقاً لها”، وكذلك البرية لدى ترسيم الحدود.
ونقلت ذات القناة، عن مصادر أميركية لم تسمّها، اعتقادها أنه على الرغم من وجود بعض الفجوات في المفاوضات بين لبنان وإسرائيل، إلا أن الأطراف قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار، ويمكن أن يتم في غضون أيام. ووفقاً للمصادر، هناك قبول في لبنان للورقة الجانبية من الولايات المتحدة، التي تدعم حرية إسرائيل في “العمل” ضد “التهديدات الفورية”. ومع ذلك، لم توضع صياغة نهائية لما سيحدث عندما يتعلق الأمر بتسلّح حزب الله، أو نقل أسلحة داخل لبنان.
ارتفاع في تأييد الإسرائيليين للتسوية في لبنان
في غضون ذلك، أشار استطلاع للرأي أجرته صحيفة “معاريف” ونشرت نتائجه اليوم الجمعة، إلى أن 57% من الإسرائيليين يدعمون تسوية سياسية مع لبنان تعيد السكان إلى منازلهم في الشمال. وارتفعت نسبة التأييد بـ12% عن الاستطلاع الذي أُجري الأسبوع الماضي. بالمقابل، أعرب حوالي الثلث (33%)، عن تأييدهم مواصلة وتعميق العملية البرية في لبنان، فيما لم يكن رأي واضح لدى بقية المشاركين في الاستطلاع.