بريطانيا: التحقيق في الرد الحكومي على النازلة
بدأ في لندن (الثلاثاء) تحقيق رسمي في شأن الرد الحكومي على نازلة كورونا، مع وعد من رئيسة التحقيق القاضية السابقة هيذر هاليت بأن يذهب التحقيق إلى الحقيقة، ويقوم بتعرية أي أخطاء أو أي سلوك يوجب توجيه اتهام. وتوشك بريطانيا على تسجيل 20 مليون إصابة وأكثر من 166 ألف وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا في مطلع 2020. وكان رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون أمر بإجراء هذا التحقيق العام الماضي، بعدما كثرت الانتقادات لعدم استعداد الحكومة لمواجهة وباء عالمي. وأمرت القاضية هاليت بالصمت دقيقة حداداً على ضحايا الوباء العالمي، في مستهل الجلسة الأولى. وأوضحت أن تحقيقها سيقوم بتحليل مدى استعداد الحكومة للوباء العالمي، وردها على النازلة. وسيدرس التحقيق ما إذا كان مستوى الخسائر الذي لحق بريطانيا أمراً لا مناص منه، وما إذا كان بالإمكان القيام برد حكومي أفضل. وتوقعت صحيفة الغارديان أن يستمر هذا التحقيق سنواتٍ. وردت القاضية هالتي على مزاعم بعض ذوي ضحايا كوفيد19 أن آراءهم لن يحفل بها أحد، بقولها إنها ستضمن أن من تضرروا من الوباء العالمي، خصوصاً المكلومين، ستتم استشارتهم بشكل يليق بهم. لكنها قالت إن استشارة المكلومين في كل دقيقة من تفاصيل التحقيق ستعني أنه سيستمر إلى ما لا نهاية. وتمسكت القاضية السابقة بأن أولويتها ستكون التوصل إلى خلاصات، قبل وقوع كارثة أخرى تضرب شعب المملكة المتحدة. وشددت على أنها لن تسمح بأن يستمر التحقيق عقوداً. وشكا أعضاء لجنة الأسر المكلومة المنادية بإحقاق العدالة من أن حديث القاضية هاليت يهدف إلى الاكتفاء بسماع نماذج من أقوال المتضررين، دون إتاحة فرصة لجميع الأصوات. وأوضح مستشار التحقيق هيو كيث أن التحقيق لن تأخذه رحمة بأي طرف إلى أن يدرس تصرف المنظومة الصحي، ودور إيواء المسنين، وقرارات الإغلاق وتنفيذها، وإغلاق المدارس وما حدث للأطفال والصغار والأقليات، وتبعات النازلة على الصحة العقلية للسكان، وتأثير النازلة على الاقتصاد، وحدود المملكة المتحدة، والقضايا الأخرى. وقالت القاضية هاليت إن ثمة كلمة واحدة تلخص معنى الوباء العالمي لكثيرين، وهي كلمة: الخسارة. وزادت أن ملايين الأشخاص عانوا من الخسارة، خصوصاً من فقدوا أصدقاء وأفراداً من أسرهم.. خسارة الصحة الطيبة، العقلية والجسمانية.. والخسارة الاقتصادية.. وخسارة الفرص التعليمية والتواصل الاجتماعي. وأضافت: هؤلاء المكلومون هم من خسروا أكثر من غيرهم. وكان تقرير حكومي خلص السنة الماضية إلى أن الحكومة البريطانية لم تكن مستعدة لمواجهة اندلاع وباء عالمي؛ وأنها كانت منشغلة أكثر بانسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما انتقد تقرير برلماني تأخر حكومة جونسون في إصدار قرار الإغلاق الأول، علاوة على التأخر في إتاحة الفحوص، وتعقب مخالطي المصابين.