وعزت الصحيفة في مقالين شارك في كتابتهما 4 من الصحفيين أمس (الأحد) الهزيمة المدوية للقوات الأمريكية وقوات الحكومة الأفغانية إلى المبالغة الأمريكية في تقدير نتائج الأموال الضخمة التي أنفقتها على الحرب في أفغانستان، وإلى عدم رغبة الجيش الأفغاني في القتال من أجل الحكومة.
ولفت مقال كتبه ديفيد إي سانغر وهيلين كوبر إلى الفساد المستشري، وفشل الحكومة في دفع رواتب العديد من الجنود الأفغان وضباط الشرطة لأشهر، والانشقاقات وإرسال الجنود إلى الجبهة دون طعام وماء كافيين، ناهيك عن الأسلحة. فيما أوضح سكوت راينهارد وديفيد زوتشينو أن الجيش الأفغاني الذي لم يؤمن بنفسه، والجهد الأمريكي الذي لم يعد الرئيس جو بايدن ومعظم الأمريكيين يؤمنون به وضعا نهاية خبيثة لأطول حرب أمريكية.
وأفاد إي سانغر وكوبر بأن كبار مستشاري بايدن أعربوا عن إصابتهم بالدهشة من الانهيار السريع للجيش الأفغاني في مواجهة هجوم جيد التخطيط من قبل طالبان الذي يهدد الآن العاصمة الأفغانية، ليقولا إن السنوات الـ20 الماضية أثبتت أنه ما كان على هؤلاء المستشارين أن يُصابوا بالدهشة.
وقال راينهارد وزوتشينو إنه ورغم أن مسؤولي الإدارة الأمريكية، يقولون إن الجيش الأفغاني يتفوق على طالبان بالتدريب والعدد (300 ألف جندي مقابل 75 ألفا)، فإنهم ينسون أن الجيش الأفغاني لا يرغب في القتال من أجل الحكومة لأسباب عدة، منها ما ذُكر عن الفساد المستشري وفقدان الإرادة.
وعن الحسابات الأمريكية الخاطئة ذكر سانغر وكوبر أن البنتاغون أصدر تحذيرات رهيبة إلى بايدن حتى قبل توليه منصبه بشأن احتمال اجتياح طالبان الجيش الأفغاني، لكن التقديرات الاستخباراتية التي تبين الآن أنها أخطأت الهدف بشكل كبير قدرت أن ذلك قد يحدث خلال 18 شهرا وليس أسابيع.
وأضافا أن القادة الأمريكيين كانوا يعرفون أن معاناة القوات الأفغانية ظلت مستمرة. ونقل الكاتبان عن مساعدي الرئيس قولهم: إن استمرار هذه المشاكل عزز اعتقاد بايدن بأن الولايات المتحدة لا تستطيع دعم الحكومة الأفغانية والجيش إلى الأبد. وفي اجتماعات المكتب البيضاوي هذا الربيع، أخبر مساعديه أن البقاء لمدة عام آخر، أو حتى 5 سنوات، لن يحدث فرقا كبيرا ولا يستحق المخاطرة.
وقال الكاتبان إن القوة الأفغانية التي لم تؤمن بنفسها والجهود الأمريكية التي لم يعد بايدن ومعظم الأمريكيين يعتقدون أنها ستغير مسار الأحداث في أطول حرب أمريكية أدتا إلى هذه النهاية المأساوية.
ولفت الكاتبان إلى أن بايدن كتب أخيرا «أولئك الذين يسلطون الضوء على التفوق العسكري للحكومة الأفغانية من حيث العدد والتدريب والمعدات والقوة الجوية يغفلون النقطة الكبرى، وهي أن كل شيء يعتمد على الرغبة في القتال من أجل الحكومة. وقد اتضح أن ذلك يعتمد على وجودنا ودعمنا، وقد ظللنا نحث الأفغان على إظهار إرادتهم السياسية في وقت تعتمد فيه إرادتهم على إرادتنا، وها نحن ذاهبون».
ونقَلا عن بايدن قوله عندما تولى منصبه إنه كان لديه خياران إما الالتزام بالاتفاق الذي أبرمه الرئيس السابق دونالد ترمب مع طالبان أو تكثيف الوجود العسكري وإرسال المزيد من القوات للقتال مرة أخرى في حرب أهلية لدولة أخرى.