تشير توقعات في إسرائيل إلى أن وزير الخارجية الجديد، يائير لبيد، سيركز خلال السنتين المقبلتين، قبل توليه رئاسة الحكومة في حال لم تسقط ذلك الحين، على تحسين علاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي الأميركي، والجاليات اليهودية في أنحاء العالم وخاصة في الولايات المتحدة، ومع الأردن والسلطة الفلسطينية، رغم أنه لا يتوقع التوصل إلى اتفاق سلام مع الأخيرة.
ونقلت صحيفة “هآرتس” اليوم، الأحد، عن لبيد قوله لموظفي وزارة الخارجية لدى تسلمه منصبه، الأسبوع الماضي، إنه “في السنوات الأخيرة كلها أهملت إسرائيل بشكل مخزٍ سلك علاقاتها الخارجية والحلبة الدولية، وعندها استيقظت في الصباح وفوجئت باكتشافها حدوث تراجع كبير في مكانتها الدولية”. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة السابق، بنيامين نتنياهو، استخف بوزارة الخارجية وعملها وقلص ميزانيتها وأقصى المسؤولين فيها عن القرارات الهامة.
ويأمل لبيد، حسب الصحيفة، أن يتمكن خلال ولايته القصيرة في وزارة الخارجية من بناء صورته كسياسيمتزن ويملك خبرة من أجل كسب تأييد الرأي العام قبيل توليه رئاسة الحكومة. ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من لبيد قوله، إنه “حتى لو تفككت الحكومة قبل التناوب على رئاسة الحكومة، فإن السنتين المقبلتين ستكونان بالغتا الأهمية له. والولاية كوزير خارجية غايتها بناء نفسه كرئيس الحكومة القادم، حتى لو احتاج إلى معركة انتخابية أخرى في الطريق إلى هناك”.
وكان لبيد قد ربط في الماضي بين أنشطة إسرائيل ضد البرنامج النووي الإيراني بتقدم محادثات مع السلطة الفلسطينية. “أنا مؤمن بأن اختراقا في الموضوع النووي متعلق بالموضوع الفلسطيني”. وأضاف، خلال مؤتمر “معهد ميتافيم للسياسة الخارجية”، قبل سنتين، أن “علينا أن نعمل من أجل دفع تسوية سياسية مع الفلسطينيين كجزء من حوار إقليمي فقط. هل من دون تقدم مقابل الفلسطينيين سيكون بالإمكان تجنيد الشارع السعودي، أو الكونغرس الأميركي، يهود الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أو أموال دول الخليج؟ نتنياهو يقول أجل، وأنا أقول لكم لا”.
ووفقا للصحيفة، فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، اليميني المتطرف يثير شكوكا في الإدارة الأميركية، بينما يعتبرون لبيد “براغماتيا ومعتدلا وبالإمكان العمل معه”. وقال لبيد، الأسبوع الماضي، إن “الأداء (من جانب نتنياهو) مقابل الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة كان نخز وخطير. وحذرت من ذلك أكثر من مرة، لكن الحكم المنتهية ولايته أخذ رهانا سيئا ومتسرعا وخطيرا بالتركيز على الجمهوريين فقط والتخلي عن مكانة إسرائيل لدى الحزبين. والجمهوريون مهمون بالنسبة لنا، لكن ليس هم فقط. ونحن نجد أنفسنا مقابل بيت أبيض ديمقراطي، مجلس شيوخ ديمقراطي ومجلس نواب ديمقراطي. وهؤلاء الديمقراطيون غاضبون، وعلينا تغيير طريقة العمل معهم”.
وبعد دعوة السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، رون ديرمر، المقرب جدا من نتنياهو، إسرائيل إلى تركيز جهودها على العلاقات مع الإنغليكانيين، مؤيدي الحزب الجمهوري، على حساب العلاقات مع اليهود في الولايات المتحدة، قال لبيد إن “حقيقة أننا مدعومين من جانب مجموعات إنغليكانية وأخرى في الولايات المتحدة هو أمر هام ومفرح، لكن يهود العالم هم أكثر من حلفاء، إنهم عائلتنا، والعائلة هي العلاقة الأهم. وينبغي العناية بها أكثر من أي شيء”.