هآرتس – بقلم: عودة بشارات لماذا أشمئز من أقوال المستشار الألماني أولف شولتس؟ لأنه جبان. شولتس يعرف أكثر من كثيرين تاريخ بلاده، ويعرف عن قرب ما الذي سماه رئيس الأركان السابق “عمليات تثير القشعريرة، التي حدثت في ألمانيا قبل 70 – 80 سنة”. آباء شولتس هم الذين تسببوا بالكارثة. وبدلاً من أن يقول كلمة حقيقية واحدة إزاء “العمليات التي تثير القشعريرة” والتي تحدث الآن في دولة إسرائيل، يغمض عينيه ويتمسك بتصريح بائس للزعيم الفلسطيني، محمود عباس (أبو مازن).
لو لم يكن شولتس جباناً لقال لزعماء إسرائيل: من واجبي كصديق وابن لشعب تسبب بكارثة فظيعة لكم، أن أقرع الجرس بكامل القوة حتى لا يكون الوقت متأخراً جداً ويصبح متأخراً جداً. أتوجه إليكم كابن لشعب مر بتجربة صعبة، للأسف، شعب في ثلاثينيات القرن العشرين فقد الكوابح، وبدلاً من ذلك ضغط بكل القوة على دواسة القومية المتطرفة العمياء والعنصرية والقاتلة ومشاعر التفوق. في البداية، كان هذا مثيراً للحماسة، لكن النهاية كانت كارثة بأبعاد فظيعة، عندما تدفقت أنهار من الدماء في أوروبا والعالم؛ دماء أبنائنا ودماء شعوب كثيرة وعلى رأسها الشعب اليهودي.
وكان سيستمر ويقول: مؤخراً سمعت مثلاً عربياً يقول: “الصديق الجيد هو الذي يقول لك الحقيقة وليس ما تريد سماعه”. الحقيقة هي أن وضعكم سيئ جداً. ألم تنتبهوا لوجود حزب فاشي عندكم تتنبأ له الاستطلاعات بتسعة مقاعد، حزب يؤيد طرد العرب ويرفع راية التفوق العرقي. والأخطر من ذلك، أن رئيس الحزب الأكبر عندكم، بنيامين نتنياهو، يبث التعاطف بل وعمل على توحيد أجزائه. انتبهوا، إنكم تتدهورون بسرعة كبيرة نحو الفاشية، وأصبحتم غارقين عميقاً في وحل الأبرتهايد.
ما يبدأ بالآخرين يواصل الطريق إلى الداخل. دولتكم تنتقل إلى عهد تدمير سلطة القانون، وقد أصبحت هناك عصابات تسيطر على الفضاء في المناطق المحتلة، لا سيما في المنطقة “ج”. ورويداً رويداً ستسيطر على الفضاء العام في المدن داخل إسرائيل أيضاً. انظروا إلى ما يحدث في القدس دون تدخل رجال الشرطة. ألا يذكركم هذا بشيء؟ أنا مضطر للقول: لقد شاهدنا هذا الفيلم.
وكان سيضيف أيضاً: يؤسفني أن أقارن بين ما يحدث في دولة معينة في العالم الآن، وما حدث في حينه عندنا. حيث إنه لا جريمة تساوي جرائم النازية في نهاية المطاف. ولكنكم بدون مقارنة، حتى لو كانت عرجاء، لا تتعلمون من التاريخ.
عندما قلنا “لن يتكرر هذا” لم نكن نقصد فقط جرائم بأبعاد ارتكبها النازيون، لأنه لا يوجد مثل هذا الآن. وآمل ألا يكون ذلك في المستقبل. كان القصد اقتلاع جذور الشر لنفس شجرة السم التي نبتت في بلادنا. لذلك، أنا مضطر للقول لكم، بدون مقارنات، إنه كان عندنا حزب أيضاً، وكثيرون ضحكوا وقالوا إن الأمر يتعلق بكاريكاتير من الأفضل تجاهله. وبعد بضع سنوات أكلناها.
كان شولتس سينهي أقواله: أحتج على المقارنة المثيرة للغضب التي قام بها الرئيس محمود عباس، الذي قال إن الفلسطينيين قد مروا بخمسين كارثة. ولكن السؤال المطروح هنا: لماذا يصل رئيس معتدل مثل عباس، الذي عارض الكفاح المسلح بشدة، إلى هذه الأقوال؟ عليكم أن تسألوا أنفسكم ما هو إسهامكم بذلك. الشخص الحكيم يبحث عن الأسباب قبل التحدث عن النتائج. وجميع الأسباب تشير إلى سلوك إسرائيل وغطرستها والعمى الذي يصيب زعماءها. ابحثوا عن جذور أقوال عباس، الذي تشتت أبناء شعبه بعد النكبة في أرجاء العالم، ويختنقون من حصاركم لغزة والمناطق المحتلة.
بالمناسبة، من الجدير أن تتعلموا وتفحصوا هذه الأقوال: “لا تلوموا الضحية”.