هارتس : إسرائيل تشارك في تشويشات GPS ضد الطائرات المدنية

تزايدت في الآونة الأخيرة التشويشات على نظام GPS (نظام التموضع العالمي) التي يتم الشعور بها في الطائرات المدنية بالأساس وليس في الأنظمة الأرضية في السيارات. وتنتشر هذه التشويشات بالأساس في ساحل جنوب تركيا وسورية وإسرائيل ولبنان وقبرص.

وادعت تقديرات إسرائيلية في الماضي أن منظومات عسكرية روسية هي التي تسبب هذه التشويشات، لكن من الجائز أن وسائل إسرائيلية أيضا تسهم في حجب أنظمة الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، وفق ما ذكرت صحيفة “هآرتس” اليوم، الثلاثاء.

وأصدرت سلطة الطيران المدني الإسرائيلية، في حزيران/يونيو الماضي، تحذيرا للطيارين حول التشويشات التي يتوقع أن تستمر حتى نهاية العام الحالي على الأقل. ورجحت منظمة الأمان الجوي الأوروبية أن التشويشات ناجمة عن استخدام أنظمة لمنع هجمات طائرات بدون طيار.

وكان وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، قد أعلن مؤخرا أن إسرائيل ودول مجاورة لها أقاموا منظومة دفاعية جوية إقليمية، بدأت “بإحباط محاولات إيرانية تضع تحديا أمام إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط”. وقال غانتس خلال اجتماع للجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، إن هذخ المنظومة تواجه “محاولات إيران لاستهداف دول المنطقة بواسطة قذائف صاروخية، صواريخ موجهة عن بعد وطائرات بدون طيار”.

وحول ما إذا كانت إسرائيل تستخدم وسائل لتشويش أنظمة GPS من أجل منع هجمات بطائرات بدون طيار، نقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي أنه “يعمل في أبعاد متنوعة ضد تهديدة متنوعة في جميع الجبهات. وإلى جانب إسرائيل، توجد في الحيز الإقليمي جهات كثيرة أخرى تعمل بطرق متنوعة من أجل الدفاع عن نفسها”.

ويمارس تشويش GPS لأسباب عسكريا، من خلال الحجب والاختطاف. وإذا أرادت جهة معادية تشويش العمل السليم والمتواصل لمستقبلات GPS، بإمكانها أن تبث بقوة باتجاه مجال الموجات ذات العلاقة، وحجب الجهاز عن التقاط إشارة القمر الاصطناعي وبذلك عرقلة عمله السليم.

وفي عملية التشويش من نوع اختطاف، تبث الجهة المعادية إشارات تتسبب للمستقبل بالتركيز على مصدر بث الإشارات المعادي بدل على الإشارة الصادرة عن القمر الاصطناعي. وعندها يزود جهاز البث المعادي مستقبِل الـ GPS بمعطيات زائفة للزمن والموقع، ويتسبب للمستقبِل بحساب موقع خاطئ واستعراضه أمام طيار أو قبطان سفينة.

وكشف تقرير، في العام 2019، عن آلاف عمليات التضليل بواسطة GPS من جانب روسيا وكذلك من جانب إيران، كهجوم سيبراني نفذته من أجل السيطرة على سفينة بريطانية في الخليج.

ونقلة الصحيفة عن قبطان طائرة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلية “إل عال” قوله إنه “يوجد أمران يتم الشعور بهما. الأول هو ’حجب غبي’، أي تراجع في دقة ملاحة الطائرة. وفي الآونة الأخيرة بدأ ما يشبه ’سرقة’ الإشارة وعندها ’تظهر’ الطائرة في مكان آخر. وهذا ليس أمر خطير وإنما مزعج. وحدث أنني وصلت إلى الهبوط في مطار بن غوريون وتلقيت فجأة تحذيرا حول اقتراب من الأرض لأن الـ GPS اعتقد أنني في جبال القدس”.

وقالت منظمة الأمان الجوي “يوروكونترول” إن المسؤول الأساسي عن ارتفاع تشويشات GPS في شرقي البحر المتوسط هي أنظمة مضادة لطائرات بدون طيار، كالتي نشرتها روسيا في سورية من أجل الدفاع عن قاعدتها هناك من هجمات منظمات المعارضة المسلحة السورية.

وشددت الصحيفة على أنه “ليس مستبعدا أن جزءا من التشويشات نابعة من منظومات إسرائيلية مشابهة (لتلك الروسية). كما أن سلطة الطيران المدني الإسرائيلي تصدر بين حين وآخر تحذيرات للطيارين، بموجبها أنه طوال ساعات معينة في تاريخ مستقبلي يتوقع حدوث تشويشات GPS “. وتساءلت الصحيفة “كيف تعلم السلطات في إسرائيل بذلك مسبقا إذا لم تكن ضالعة بهذا الأمر؟”.