قال المراسل والمحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هرئيل، اليوم الخميس، إن ما جرى أمس في جنين ومخيمها، هو أسوأ حادث وقع في الضفة الغربية خلال الآونة الأخيرة، معتبرًا أن الاحتكاك العنيف المستمر في تلك المناطق قد يجر الإسرائيلي إلى عملية واسعة في جنين، حتى قبل انتخابات الكنيست في الأول من نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، على الرغم من إحجام الحكومة عن مثل هذه العملية.
وزعم هرئيل، فإن عبد الرحمن خازم، وأحمد علاونة، خططا لهجوم باستخدام أسلحة رشاشة وعبوات ناسفة، حتى أنهما استخدما أمس خلال محاصرتهما عبوة ناسفة في القوات التي حاصرتهما، مشيرًا إلى أن تخطيطهما للهجوم دفع قوات الاحتلال لتنفيذ العملية ضدهما في وضح النهار وبشكل غير معتاد، وأنه في حالة وجود تحذير واضح بهجوم وشيك، فإنه لا يوجد تردد في الإجراءات التي ستتخذ.
واعتبر أن الاحتكاك المستمر في جنين، أدى لخروج الخلايا المسلحة من مناطقها إلى البحث عن المركبات العسكرية والمدنية الخاصة بالمستوطنين، وإطلاق النار عليها، وهذا ينطبق على نابلس التي توجد بها منظمة محلية كبيرة (عرين الأسود)، تتمرد على حكم السلطة الفلسطينية، وكذلك ترفض قبول أوامر حماس والجهاد الإسلامي.
ويقول هرئيل: “في بداية الشهر، انتقد رئيس الأركان أفيف كوخافي ورئيس الشاباك رونين بار، الخلل في عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية في شمال الضفة الغربية، ومن الواضح لإسرائيل، أن الأمر ضاع في جنين ولم يعد للسلطة أي قوة للعمل هناك، في ظل معارضة السلطة، كما لا تجرؤ القيادة في رام الله في الوقت نفسه على إصدار الأوامر بالعمل هناك، وفي نابلس، قامت السلطات مؤخرًا بمحاولة اعتقالات وفرض النظام العام، لكنها أدت إلى اشتباكات عنيفة مع التنظيمات المسلحة، وفي الوقت نفسه يبدو أن السلطة قد تراجعت”.
ويرى المحلل العسكري الإسرائيلي، أن “إسرائيل” تواجه حاليًا 3 مسارات، ضبط النفس بشكل كبير خلال عمليات الاعتقال في جنين كما تريد السلطة والتركيز على الحالات التي تكون هناك فيها بشكل واضح “قنبلة موقوتة”، أو استمرار النشاط بالشكل الحالي مع تجنب بقاء القوات لفترة طويلة، أو عملية أطول تركز على جنين ومحيطها، وهذا سيؤدي إلى جذب مجموعة كبيرة من الوحدات من أجل عملية لا أفق لها ولا تاريخ واضح لانتهائها.
ويشير إلى أن حكومة الاحتلال تفضل خيار “ب”، ولكن حتى في حال وقع هجومًا قاتلًا وفتاكًا على طرق الضفة الغربية أو مناطق الخط الأخضر، قد يدفعها إلى الخيار “ج”.
ولفت إلى الحساسية المتزايدة تجاه الخسائر العسكرية في مثل هذه العمليات، مشيرًا إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة تعرضت الحكومة وجيش الاحتلال الإسرائيلي لهجوم من اليمين بسبب المخاطرة بأرواح الجنود في تلك العمليات، وهناك مطالب باستخدام طائرات بدون طيار هجومية بدلًام ن ذلك، وبسبب الضغوط بالفعل تم نشر طائرات مسيرة كغطاء للقوات في الميدان خلال تلك العمليات، ولكن حتى الآن لم يتم استخدامها.
وحذر هرئيل، من العلاقة بين جنين وقطاع غزة، وما جرى بداية شهر آب/ أغسطس الماضي، بعد اعتقال القيادي في الجهاد بسام السعدي، والعملية التي تلتها بغزة، مشيرًا إلى أن ما يجري قد يدفع الجهاد الإسلامي إلى إطلاق وابل من الصواريخ.
وختم قائلًا: “صادف يوم أمس الذكرى الثانية والعشرون لزيارة (اقتحام) رئيس المعارضة آنذاك، أرييل شارون، إلى الحرم القدسي، ويصادف اليوم ذكرى اندلاع الانتفاضة الثانية، إن لم يتذكرها أحد، فقد تغيرت أشياء كثيرة منذ ذلك الحين بين إسرائيل والفلسطينيين، ويبدو أن المزيد من الأشياء ظلت كما هي بالضبط”.
صحيفة “القدس