هارتس :تركيّا ستنضّم للحلف الدفاعيّ-الإقليميّ ضدّ إيران بقيادة بايدن ..

كشف المُستشرِق الإسرائيليّ، د. تسفي بارئيل، النقاب عن أنّ “نسيج العلاقات الجديدة بين تركيّا ودول المنطقة وإسرائيل، والعلاقات المتوترّة مع إيران، يُحوِّل تركيا إلى ذراعٍ حيويٍّ في نضال إسرائيل ضد النشاطات الإرهابية لإيران، مُشدّدًا في ذات الوقت على أنّ “الحديث هنا لا يدور عن شبكة علاقات ثنائية فيها التحالف مع إسرائيل يعني قطع العلاقات بين تركيا وإيران”، على حدّ تعبيره.
الموساد ونظيره التركيّ فيدان واصلا لتعاون حتى خلال قطاع العلاقات بين أنقرة وتل أبيب
د. بارئيل، الذي يعمل محللاً للشؤون الشرق أوسطيّة في صحيفة (هآرتس) العبريّة كشف أيضًا عن أنّ الموساد ونظيره التركيّ لم يتوقّفا عن التعاون بالمرّة، لافتًا إلى أنّ المخابرات التركيّة، التي يترأسه هاكان فيدان، حافظت على علاقات عملٍ مع إسرائيل حتى عندما كان هناك قطع للعلاقات بين الدولتين، على حدّ قوله.
 وأوضح المُستشرق في تحليله إنّه وفقًا لتقارير صحافية، فإنّ المعلومات التي نقلها الموساد لتركيّا في الأيّام الأخيرة، أدّت إلى كشف خلية خططت لتنفيذ عمليات وأعمال قتل ضد الإسرائيليين الذين يزورون تركيا انتقامًا على تصفية علماء ورجال من حرس الثورة الإيراني، المنسوبة لإسرائيل، كما قال، علمًا أنّ الكيان لم يُعلِن مسؤوليته عن حملة اغتيال العلماء الإيرانيين التي تشهدها الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة في الأشهر الأخيرة.
 د. بارئيل، الذي كما أسلفنا، يعتمِد على مصادره الخاصّة والمطلعّة في الكيان، تابع قائلاً إنّ تركيّا ما زالت تعتبر إيران شريكةً اقتصاديّةً مهمةً ومكونًا رئيسيًا في سياستها الخارجية التي تسعى إلى شبكة علاقاتٍ وثيقةٍ مع كلّ دول المنطقة، كما قال.
أردوغان لن يقطع علاقاته مع إيران ولكنّه سيكون في الحلف الدفاعيّ ضدّها
“ولكن”، أكّد المُستشرِق الإسرائيليّ، أنّه “عندما تُحاوِل أمريكا إقامة حلفٍ دفاع إقليميٍّ ضدّ إيران، وتُوضِح واشنطن أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سيزور دول المنطقة في الشهر القادم، بأنّ أمن إسرائيل أحد أسباب زيارته، فإنّ أنقرة لن ترغب في البقاء خارج هذا الحلف، وهي تنتظر أنْ تُسهِم إسرائيل بدورها في اندماج تركيا في هذا الحلف، ومن هنا أيضًا تبدأ أنقرة بترميم علاقاتها مع واشنطن”، أيْ أنّه بكلماتٍ أخرى، ترى تركيّا أنّ إصلاح وتجديد علاقاتها مع واشنطن، تمُرّ عبر بوابة تل أبيب، كما نقل د. بارئيل عن مصادره.
إسرائيل طالبت رعاياها وضباطها وجنودها بمغادرة تركيّا فورًا.. لماذا لم تغضب أنقرة كما في الماضي
في السياق عينه، برز التعاون الأمنيّ الوطيد بين الكيان وتركيّا على وقع مزاعم دولة الاحتلال المُكثفّة بأنّ إيران تُخطط لتنفيذ عملياتٍ إرهابيّةٍ على الأراضي التركيّة ضدّ إسرائيليين، والتي دفعت تل أبيب لإصدار تحذير شديد اللهجة لمواطنيها بعدم السفر لتركيّا، وطالبت أيضًا، كما نقل موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، من ضباطها وجنودها الذين يتواجدون على الأراضي التركيّة العودة فورًا إلى إسرائيل.
وللتدليل على دفء العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، لفتت صحيفة (هآرتس) إلى أنّه في أيار (مايو) الماضي، بعد فترةٍ قصيرةٍ على زيارة وزير الخارجية التركيّ مولود جاوش أوغلو، التاريخيّة، لتل أبيب، نشرت إسرائيل تحذير سفر إلى تركيًا، الأمر الذي فاجأ وأغضب الخارجيّة التركيّة وأغضبها، وقال مصدرٌ تركيٌّ رفيع للصحيفة الإسرائيليّة: “لماذا يجب نشر هذا التحذير بشكل علني؟ كان يمكن معالجة الأمر من وراء الستار. لقد فعلنا ذلك من قبل بين أجهزتنا الاستخبارية وأجهزتكم، ونواصل الآن أيضًا التعاون الاستخباريّ”، على حدّ تعبير المسؤول التركيّ الكبير.
ما علاقة زيارة وزير الخارجيّة أوغلو “التاريخيّة” للكيان بالفرار الجماعيّ الإسرائيليّ من تركيّا؟
وشدّدّت الصحيفة على أنّه في الحكومة التركيّة مَنْ عزوا تحذير السفر لرغبة إسرائيل بالمس بالسياحة في تركيا، لتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تغرق فيها الدولة، ولتهدئة الوضع، احتاج الأمر عدة محادثات توضيحية بين وزارتي الخارجية الإسرائيلية والتركية، وبين الموساد ونظيره التركيّ، ولكن، أكّدت الصحيفة، عندما نشر في هذا الأسبوع تحذير السفر الخطير ورافقته دعوة للإسرائيليين الذين يمكثون في تركيا للعودة إلى البلاد، كانت تركيا مستعدةً، وفق الصحيفة العبريّة.
محلل إسرائيليٌّ: الكيان لا يُقيم وزنًا لمواطنيه والإعلام العبريّ يُسوّق النجاحات ويتجاهل الإخفاقات
إلى ذلك، رأى المُحلّل موران شرير أنّ التحذير الإسرائيليّ لرعايا الكيان بعدم السفر لتركيّا ولأولئك الذين يزورون تركيّا بالعودة فورًا هو عمليًا أخفاق مُدّوٍ لدولة الاحتلال، مُعتبرًا أنّ إيران في هذه القضية انتصرت على إسرائيل بالنتيجة واحد لصفر، على حدّ وصفه.
 المحلل شدّدّ على أنّ الإعلام العبريّ، انشغل بشكلٍ حادٍّ، مضنٍ وعاطفيٍّ، بالتحذير الإسرائيليّ للرعايا بعدم زيارة تركيّا، وفي المُقابِل وبنفس الوتيرة، شدّدّ، طبعًا نقلاً عن مصادر “أجنبيةٍ” على اغتيال العلماء الإيرانيين من قبل جهاز (الموساد) الإسرائيليّ، لأنّ الإعلام العبريّ وقع في غرام تسويق النجاح الإسرائيليّ المُثير جدًا للإعجاب في حرب الظلال التي تدور بين إيران وإسرائيل، والتي بحسب الإعلام العبريّ، سجلّت وتُسجِّل فيه إسرائيل نجاحاتٍ كثيرةٍ، والتي سيلتقطها المتلقي في العالم، وليس في الكيان فقط، بلهفةٍ كبيرةٍ، كما قال.
طلب إسرائيل من رعاياها العودة للكيان فورًا أوجد لديهم حالةً من الهستيريا والصدمة وأضّر بمصالحهم الاقتصاديّة
ولكن إلى جانب النجاحات الإسرائيليّة، أضاف المُحلِّل، تجاهل الإعلام العبريّ على مختلف مشاربه، الفشل الكبير الذي كان من نصيب دولة الاحتلال، والذي تمثّل باضطرار مئات وحتى آلاف الإسرائيليين أنْ يغادِروا تركيّا فورًا، وهو الاضطرار الذي يحمل في طيّاته حالة الهستيريا، الصدمة، وتضرر الصفقات الاقتصاديّة والمصالح المتضررة، إلى جانب تحوّل النزهة في تركيّا بالنسبة للإسرائيليين إلى كابوسٍ، كما قال.
المعركة على الوعي انتهت بالنتيجة واحد لصفر لصالح إيران
عُلاوة على ذلك، رأى المحلل أنّ إسرائيل الرسميّة تتجاهل ما جرى ويجري وسيجري لمُواطنيها بسبب الفرار الجماعيّ من تركيّا، والذي اعتُبِر من جهاتٍ رفيعةٍ حتى في المؤسسة الأمنيّة بأنّه لا يعني شيئًا وحتى ليس ضروريًا وحتى خطيرًا، لأنّ إسرائيل لا تقيم وزنًا للمسّ السافر بمواطنيها، ولذا، خلُص إلى القول إنّ إسرائيل بحاجةٍ لمسؤولٍ جريءٍ يُعلِن بصراحةٍ أنّ الهستيريا الإسرائيليّة لم تكُن في مكانها وأدّت لأضرارٍ فادحةٍ وأنّه كان يجِب منعها، أوْ بكلماتٍ أخرى أنْ يقول إنّ موت نائب رئيس قسم في الحرس الثوريّ الإيرانيّ سبّبّ عمليةً تخريبيةً كبيرةً في الوعي الإسرائيليّ، وكانت النتيجة عمليًا فوز إيران على إسرائيل بالنتيجة واحد لصفر، على حدّ وصفه.